علمت «الحياة» من مصدر فرنسي مطلع أن باريس في صدد توجيه دعوة رسمية للبطريرك الماروني نصرالله صفير لزيارة فرنسا. وكانت مصادر لبنانية متعددة لاحظت أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي زار لبنان مرتين ولم يلتقِ البطريرك صفير بسبب قصر مدة الزيارة، وأن رئيس الحكومة الفرنسي فرانسوا فيون زار أيضاً لبنان من دون زيارة صفير. وكشف المصدر المطلع على الملف اللبناني عن رغبة فرنسية في تصحيح هذا الأمر، مؤكداً أن البطريرك سيتلقى دعوة من ساركوزي لزيارة باريس. الى ذلك، كُشف عن إثارة موضوع زيارة رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون فرنسا خلال القمة السورية - الفرنسية بين كل من الرئيس بشار الأسد وساركوزي عندما زار الأسد باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأُثير خلال القمة الفرنسية - السورية موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية الذي أخذ بعض الوقت بسبب قضية توزير صهر عون في الحكومة (وزير الطاقة جبران باسيل)، فرأى آنذاك الرئيس ساركوزي أنه قد يكون من المفيد أن يلتقي عون في باريس، وعرض فكرة دعوته الى باريس على العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد أسبوع من لقائه الأسد لدى زيارته المملكة العربية السعودية. وقالت المصادر الفرنسية المطلعة ان دعوة عون الى باريس كان يتم تداولها منذ دعوة الأسد الى فرنسا، ولكن باريس تعتبر اليوم أنه بعد تشكيل الحكومة باتت دعوة صفير الى باريس أكثر إلحاحاً من زيارة عون الذي تمثل تياره في الحكومة على أن تتم دعوة عون الى باريس لاحقاً. وتعود المصادر بالذاكرة الى الفترة التي قرر فيها عون مغادرة باريس عائداً الى بيروت وكان رغب في حينه بشكر فرنسا وتوديعها من خلال لقاء الرئيس السابق جاك شيراك، إلا أن رد الرئاسة الفرنسية كان آنذاك أن وزير الخارجية السابق ميشيل بارنييه استقبله وذلك توضيحاً للاعتقاد السائد أن عون غادر فرنسا من دون شكرها. ومن المقرر أن يتوجه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه الى لبنان نهاية الأسبوع الجاري في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرؤساء الثلاثة.