أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن قلقهم العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في اليمن، بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي الذي يواجهه ملايين اليمنيين، وتزايد خطر المجاعة. كما رحّبوا في بيان صحافي، بالنداء الإنساني الذي يُطالب المجتمع الدولي بتوفير 1.6 بليون دولار للعمليات في اليمن، مشيرين إلى أن النداء الجديد لم يتلقّ سوى 47 في المئة من هذه الكلفة، داعين الجهات المانحة إلى تقديم مزيدٍ من الدعم. كما أعرب مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، عن قلقه من التدهور السريع للوضع الإنساني في محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، واستمرار وقوع قتلى وجرحى في أعمال العنف هناك. وأشار الناطق باسم المكتب في جنيف، روبرت كولفيل، إلى أن «سكان تعز يرزحون تحت وطأة الحصار، فيما يكافحون لتوفير حاجاتهم الأساس، بما في ذلك المياه التي زاد سعرها 300 في المئة خلال الأسبوع الماضي». ووفقاً لتقارير تلقّاها المكتب، قامت «اللجان الشعبية» التابعة للحوثيين، باستهداف المناطق السكنية في تعز، ما أدّى إلى تدمير جزئي لمنازل المدنيين ومتاجرهم وعيادة طبية ومدرسة. كما منع أعضاء «اللجان الشعبية» والقوّات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، التجار المحليين والسكان، من تمرير المياه والفاكهة والخضار وغير ذلك من البضائع الأساس. وأضاف الناطق أن نقاط التفتيش التي نشرتها اللجان الشعبية فاقمت تدهور الوضع الإنساني، وقال أن اللجان سيطرت على الطريق الشرقي المؤدّي إلى تعز، وأغلقت طرق الإمدادات الرئيسة من صنعاء وعدن وإب ولحج، كما أن الاشتباكات العنيفة أدّت إلى إغلاق طرق الإمدادات من الحديدة. وأعرب مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان عن قلقه إزاء تدهور الوضع الصحي في تعز، والانهيار الوشيك للنظام الصحي فيها. كما عبّرت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» عن قلقها العميق من الأثر الإنساني للقتال الشديد المتزايد في مدينة تعز، حيث القصف العشوائي للمناطق المدنية إضافة إلى منع الإمدادات الطبية الحيوية من دخول المدينة. وأصدر رئيس بعثة اللجنة، أنطوان غراند، بياناً جاء فيه: «الوضع في تعز قاسٍ في موازاة الظروف المروّعة في أنحاء اليمن، فنصف المستشفيات مغلق، وأعداد كبيرة من الجرحى ينتظرون بيأس تلقّي العلاج». وأضاف: «طلبنا من الأطراف المعنية أن تسمح لنا بإيصال الأدوية العاجلة إلى مستشفى الثورة على مدى الأسابيع الخمسة الماضية، لكن من دون جدوى حتى الآن، هذه الأدوية أمر بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح». وبعد أكثر من ستة أشهر من القتال المتصاعد والقصف، أصبح الناس في تعز أيضاً يعانون من نقص حاد في المياه والغذاء والكهرباء والغاز والوقود. وقال غراند: «إننا نشعر بقلق عميق ليس فقط بسبب القيود المفروضة على حركة السلع الأساس إلى اليمن، لكن أيضاً بين المحافظات. تمكّنا اليوم من توزيع مواد غذائية ومساعدات أساسية لبعض النازحين في ضواحي مدينة تعز، لكن ما زال من الصعب جداً دخول السلع الأساس إلى المدينة، ما أدّى إلى وضع إنساني مقلق جداً». ودعت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» كل أطراف النزاع إلى اتّخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، ورفع القيود المفروضة على حركة السلع الأساس إلى اليمن وداخله. وطالبت بتقديم المساعدات الإنسانية، أو أن تسمح للمنظّمات الإنسانية وتسهل لها تقديم المساعدات للأشخاص الأكثر تضرّراً من النزاع من دون تحيّز».