تشكل نقاط التفتيش التي يقودها رجال المقاومة الشعبية في مأرب واحدة من أهم النقاط المحورية للتصدي لردع أية خروقات حوثية أو من قوات المخلوع صالح. ومع انتشار النقاط الأمنية التي تنصبها لجان المقاومة الشعبية والجيش اليمني، والتي تفوق 150 نقطة موزعة على مداخل ومخارج مأرب مزودة بمعدات وآليات نوعية وثقيلة، ويختلف تزويدها بالمعدات مع اختلاف قربها وبعدها من مواقع الاشتباكات، وعلى الرغم من انتشارها الكثيف إلا أنها تبعث غالباً على الطمأنينة لسكان المنطقة بعد أشهر من الهلع والخوف من حصار الحوثيين وإمطار المنطقة بالصواريخ والمدافع، إضافة للاشتباكات المتواصلة مع رجال القبائل في المحافظة، التي أيقظت أعين النساء والأطفال وحرمتهم من الغذاء والدواء والنوم، من جهتها، شنت مقاتلات التحالف العربي، امس الجمعة، غارات جوية على مواقع وتجمعات الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح بمحافظتي البيضاء والحديدة. اليوم في مأرب وفي الوقت الذي عبر فيه الأهالي عن شعورهم بالراحة والأمان والثقة بهذا الانتشار، ويعتبرونها إعلان ثقة بأن مأرب آمنة، ومن التسللات الحوثية سالمة. وفي السياق، أكد محمد أنس أحد أفراد المقاومة الشعبية في مأرب والذي يرابط في إحدى النقاط الأمنية أنه مع انتشار النقاط الأمنية للمقاومة الشعبية أصبح سكان المنطقة يتجولون بحرية تامة، ويتمتعون بأجواء آمنة حرموا منها لأشهر. وتستهدف النقاط الأمنية كسر الحواجز النفسية بين الناس وسكان المنطقة وبعث رسالة تطمئنهم بأننا ماضون في تحصين الأمن والاستقرار في مأرب، ومن غير المسموح لأحد العبث بالمنطقة، مؤكدا أن القوة الأمنية ستقوم بتوفير الحماية التامة للمنطقة وتمهيداً لدخول صرواح. وأشار أنس إلى أن نقاط التفتيش في مأرب تعمل بأعين ساهرة وبمعدات عالية وحديثة زودتها الآليات العسكرية للتحالف بالتزامن مع تحرير مأرب، مبيناً أن محافظة مأرب شهدت انتشاراً أمنياً كثيفاً تحسباً لقيام مسلحي الحوثي بمهاجمة المحافظة للسيطرة عليها مجدداً. ويتركز الانتشار في المناطق الحدودية لمحافظة مأرب مع صرواح، حيث يتمركز مسلحو الحوثي في أجزاء بسيطة منها، خاصة بعد التقدم العسكري لقوات الجيش والمقاومة بعد التمشيط الجوي بطائرات الأباتشي التي لاحقت الحوثيين ودمرت آلياتهم في عدد من التباب والجبال في مدخل صرواح ومعسكر كوفل الاستراتيجي الذي أصبح تحت سيطرة القوات الشرعية ودخول قوات الجيش الوطني والمقاومة من دون أي مقاومة إلى المعسكر، مشيراً إلى أنه ومع اقتراب الجيش والمقاومة من محيط المعسكر، لاذ الحوثيون وقوات صالح بالفرار تاركين خلفهم عددا من الأسلحة الثقيلة والآليات العسكرية. وعلى طول الطريق الممتدة إلى معسكر كوفل القريب من صرواح، توجد عشرات الآليات العسكرية المعطوبة والمدمرة بفعل ضربات طيران التحالف، إضافة إلى حرق وتدمير عدد من الآليات العسكرية داخل معسكر كوفل ذاته، وكان اللواء 312، (معسكر كوفل) سقط بيد الحوثيين وقوات صالح، في شهر إبريل الماضي. وذكر أحمد صالح أحد سكان مأرب أن النقاط التفتيشية شكلت صمام أمان لصد أي محاولات من قبل المليشيات الحوثية لدخول المحافظة، وأن أهالي وسكان مدينة مأرب يشعرون حالياً بالأمان والاطمئنان بعودة الحياة الطبيعية إلى المدينة بعد طرد المليشيات الحوثية منها، وفي ظل تواجد القوات الأمنية وقوات التحالف في المحافظة وشعور سكان المنطقة بالأمن عادت الأسواق للعمل وعادت الحركة التجارية، وبدأ المزارعون بممارسة نشاطاتهم، شاكراً قوات التحالف بقيادة المملكة على الوقفة الإنسانية مع إخوتهم اليمنيين. ويأتي انتشار النقاط الأمنية بعد ساعات من تحرير مأرب ودعوات من سكان المنطقة ورجال القبائل وقيادات الجيش بمحافظة مأرب في إعادة هيكلة وانتشار النقاط الأمنية المتمركزة على الخطوط العامة في حدود محافظة مأرب والمديريات الحدودية مع صرواح. غارات ميدانيا، شنت مقاتلات التحالف العربي، امس الجمعة، غارات جوية على مواقع وتجمعات الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح بمحافظتي البيضاء والحديدة. وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الالمانية إن الطيران قصف مواقع وآليات الحوثيين وقوات صالح في محيط معسكر اللواء 126 ميكانيكي بمديرية السوادية، وبمناطق متفرقة بمنطقة نيم عبس وجوار سد الخوعة والمعهد المهني. وأوضحت المصادر أن الغارات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين وقوات صالح، إلى جانب تدمير آليات تابعة لهم. ولفتت إلى أن طيران التحالف ما زال يحلق في أجواء المنطقة بشكل كثيف، دون إطلاق المضادات الارضيّة من قبل الحوثيين وقوات صالح. وفي محافظة الحديدة، قالت مصادر محلية أخرى إن طيران التحالف قصف مزرعة بلغيث عامر أحد الموالين للحوثيين بمديرية الزيدية شمال المدينة، دون أن تتضح الخسائر التي خلفها القصف. أوضاع تعز إلى ذلك، عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها العميق بشأن تردي الوضع الإنساني في تعز جراء القتال المتصاعد هناك، وأشارت إلى استمرار القصف العشوائي للمناطق السكنية ومنع الإمدادات الطبية الحيوية عن المدينة. وقال رئيس وفد الصليب الأحمر إلى اليمن أنطوان غراند في بيان إن الوضع في تعز سيئ للغاية، حتى بمقاييس الظروف المريعة التي تشهدها جميع مناطق اليمن. وأشار غراند إلى أن أكثر من ستة أشهر من تصاعد القتال البري تسببت في إغلاق المستشفيات بتعز، ومعاناة السكان نتيجة النقص الحاد في الماء والغذاء والكهرباء والغاز والوقود. وقال غراند "نحن قلقون للغاية ليس فقط بشأن القيود المفروضة على حركة دخول السلع الأساسية إلى اليمن، بل كذلك بشأن توزيعها داخل البلد". جنود الجيش والمقاومة على آلية في نقطة تفتيش بمأرب