تواصلت المواجهات في مدينة تعز امس وشهدت مناطق متفرقة اشتباكات عنيفة وتبادلاً للقصف، فيما واصل طيران التحالف استهداف مواقع وتجمعات تابعة لمليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في مناطق متفرقة من البلاد. وشن المتمردون الحوثيون ومليشيات صالح قصفاً عنيفاً على بعض مواقع المقاومة والأحياء السكنية في مدينة تعز ليل الخميس وصباح امس. ودوت انفجارات كبيرة في تعز، فيما تركزت الاشتباكات في الجبهة الشرقية من المدينة وتحديداً في حي ثعبات والجحملية، ومنطقة الاربعين وكلابة. اشتباكات الأربعين شهدت منطقة الاربعين اعنف الاشتباكات لليوم الثاني على التوالي بعد سيطرة المقاومة على بعض المواقع والمباني التي كانت تتحصن فيها مليشيات الحوثي وصالح وقناصتهم. وتمكنت فرق خاصة من المقاومة الشعبية في تعز، من السيطرة على «تبة الصبري» المطلة على شارع الأربعين شمال المدينة فيما استمرت المعارك باتجاه "وادي عرش" القريب من شارع الأربعين، حيث تحاول المقاومة السيطرة عليه. وشن طيران التحالف امس الجمعة غارتين على مواقع وتجمعات للحوثين وقوات صالح في حدائق الصالح في منطقة الضباب جنوب غرب تعز. وكانت طائرات التحالف العربي شنت عدة غارات على تجمعات لمليشيا الحوثي وصالح داخل سور جامعة تعز وتمكنت من اعطاب دبابة كانت تستخدمها الميليشيا لقصف المدينة، فيما نفذت غارات أخرى في شارع الأربعين اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتمردين. كما استهدفت الطائرات صالة في حي صالة، جنوبيالمدينة. وقالت المقاومة إن الاشتباكات الدائرة في تعز كبدت الحوثيين 20 قتيلاً على الأقل، جراء تلك الاشتباكات الضارية التي شهدتها تعز ثالث أكبر المدن اليمنية. 29 قتيلاً مدنياً اكدت مصادر طبية وشبكة الراصدين المحليين إن ضحايا القصف الذي شنته مليشيات الحوثي وصالح على أحياء في مدينة تعز الاربعاء والخميس ارتفع إلى 29 مدنياً بينهم أطفال ونساء. وأضافت المصادر أن إحصائية جرت الخميس أشارت إلى أن عدد الضحايا المدنيين ارتفع إلى 7 أشخاص، إضافة إلى 22 آخرين سقطوا يوم الأربعاء، فيما وصل عدد الجرحى إلى اكثر 100 شخص، في هجمات هي الاعنف بالمدينة. وكانت الحكومة اليمنية، طالبت مجلس الأمن الدولي، بالوقوف "بقوة وبشكل عاجل أمام جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تنتهجها المليشيا الانقلابية في تعز". وحملت الحكومة في رسالة بعثتها الى الأممالمتحدة، المجتمع الدولي مسؤولياته بشأن التهاون في التعاطي مع جرائم الحوثيين وصالح. واعتبرت الحكومة أن تلك الجرائم تؤكد أن الحوثيين وصالح "غير جادين في التعاطي مع جهود المبعوث الأممي ومساعيه لعقد مشاورات الحل السياسي والمقرر عقدها نهاية الشهر الجاري" وطلبت الحكومة من مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة الذي قام بتقديم الرسالة، بتعميمها إلى جميع الدول الأعضاء وخصوصاً الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، وذلك للوقوف يداً واحدة أمام الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. وقال وزير حقوق الإنسان عزالدين الأصبحي في تصريح لوكالة الأنباء الحكومية "سبأ" أن رسالة الحكومة تضمنت ايضاً ايضاحات بشأن النتائج المأساوية الناجمة عن الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي وصالح على مدينة تعز ومنعها دخول المواد الغذائية والطبية. واعتبر الأصبحي أن ما تقوم به المليشيا ينسف كل جهود السلام ويؤكد عدم جديتها لأي حوار سلمي بقدر ما يؤكد استمرار اعتداءاتهم وخرقهم للقوانين والاعراف الدولية واستمرارهم في تمزيق النسيج الاجتماعي. اما اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن فقد عبرت عن "قلقها العميق" إزاء القصف العشوائي لمناطق بمدينة تعز، بالإضافة الى منع الامدادات الطبية الحيوية من دخول المدينة. وقال بيان صادر عن اللجنة الدولية نشر على موقعها الرسمي على الإنترنت، ان اللجنة حاولت "إيصال الأدوية العاجلة إلى مستشفى الثورة على مدى الاسابيع الخمسة الماضية، ولكن دون جدوى حتى الآن"، معتبرة أن إيصال الأدوية أمر بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح في المدينة. وأكد بيان اللجنة أنها لم تتمكن من إدخال المساعدات الى مدينة تعز، معتبرة أن ذلك "أمر مقلق للغاية". وقال انطوان غراند، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن إن "الوضع في تعز قاسٍ بشكل خاص بالتوازي مع الظروف المروعة الموجودة في كل انحاء اليمن، حيث أن هناك ما يقرب من نصف المستشفيات مغلقة واعداد كبيرة من الجرحى ينتظرون بيأس تلقي العلاج." وتشدد مليشيا الحوثي وصالح الحصار على مدينة تعز من جميع مداخلها منذ نحو شهرين، وتمنع دخول المواد الغذائية والشحنات الإغاثية، والمياه والأدوية والمستلزمات الطبية الى المدينة. غارات للتحالف الى ذلك شن طيران التحالف امس الجمعة سلسلة غارات على مواقع لمليشيات الحوثيين وصالح في محافظتي الحديدة وإب. واستهدفت الغارات مواقع للمتمردين في مديرية الزيدية وكذا منطقة الخوخه في محافظة الحديدة، في وقت طالت غارات أخرى المجمع الحكومي في مديرية الشعر في إب. كما قصف الطيران مواقع وتجمعات في صعدة وحجة. وقصف الطيران امس الجمعة ايضا معسكر لواء المجد في مديرية مكيراس، ومعسكر اللواء 26 في مديرية السوادية في محافظة البيضاء وسط اليمن. وشن الطيران مساء الخميس عدة غارات على موقع عسكري في جبل «أحرم» ومعسكر اللواء 139 مشاة ميكا في رادع بمديرية رداع بمحافظة البيضاء، وسط اليمن. واغارت طائرات التحالف مساء الخميس على معسكر الوية الصواريخ في فج عطان جنوب غرب صنعاء وتجمعات للحوثيين في منزل اللواء علي محسن الأحمر في حي «حدة» والذي يتخذ منه الحوثيون سجناً للعشرات من معارضيهم. كما شنت طائرات التحالف عدة غارات على معسكر "كهلان" في محافظة صعدة، معقل الحوثيين، شمال اليمن. وذكرت مصادر محلية انه تمت مشاهدة عدد من الجثث أوصلتها عناصر الجماعة الى المستشفى الجمهوري بمدينة صعدة، عقب الغارات. من جهة أخرى قتل نحو 8 من ميليشيا الحوثي وقوات صالح في مواجهات مع المقاومة الشعبية في جبل «الرخام» بمديرية قعطبة، على الحدود بين محافظتي الضالع وإب. واكدت مصادر محلية اعطاب دوريتين للميليشيا خلال مواجهات وكمين منفصل، ما أدى الى تراجع مليشيا الحوثي وصالح من محيط جبل الرخام، نحو منطقة "العود" بمديرية الشعر، التابعة لمحافظة إب وسط اليمن. وفي مديرية العدين غرب محافظة إب شهدت منطقة "الشعاور" مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية من جهة وميليشيا الحوثي وصالح من جهة أخرى، إثر محاولات الحوثيين السيطرة على المنطقة من اتجاه مديرية القفر. أحد رجال المقاومة في حي الروضة بمدينة تعز (صورة خاصة ب»الرياض») مقاتل موالٍ للشرعية يبكي رفيقه الذي استشهد في تعز (رويترز)