رصد خبراء مصرفيون سويسريون تغيرات مهمة في التوزيع الجغرافي الدولي للأغنياء حول العالم. وتوقعوا أن تكون ماليزيا الحاضنة الأهم لعدد الأغنياء حتى عام 2020، إذ سيتضاعف عددهم متجاوزاً نسبة 100 في المئة (تحديداً 107 في المئة) من 31 ألفاً صعوداً إلى 64 ألفاً. وأفاد تقرير مصرفي سويسري بأن عدد الأغنياء حول العالم سيرتفع في مطلق الأحوال نحو 46 في المئة بحلول عام 2020، ما يعني أن عددهم الكلي سيصل إلى 49 مليوناً. وإلى ماليزيا الأولى عالمياً، ستحلّ كولومبيا في المركز الثاني بازدياد عدد الأغنياء لديها بنسبة 83 في المئة من 37 ألفاً إلى 68 ألفاً. ولا يُستبعد أن ينمو عدد الأغنياء أيضاً في دول أميركية لاتينية أخرى، مثل المكسيك، بنسبة 68 في المئة، والبرازيل 37 في المئة، وتشيلي 52 في المئة. وسيكون أغنياء تايوان في المركز الثالث حول العالم، علماً أن لدى 40 في المئة من مواطني جزيرة تايوان دخلاً سنوياً يتخطى مئة ألف دولار. بمعنى آخر، يمثّل الدخل السنوي للطبقات الوسطى خمسة أضعاف ما يسجّله الخبراء في دول أخرى حول العالم. وتُعدّ مديونية الأسر التايلندية متدنية جداً، فيما تُعتبر درجة توزيع الثراء بين التايلنديين عادلة استناداً إلى مؤشر «جيني» الدولي الذي يعوّل عليه الخبراء المصرفيون السويسريون، لرصد أي خلل في درجة توزيع الأموال بين مواطني الدولة الواحدة. على الصعيد الأوروبي، لن تنجح القارة القديمة في التنافس مع قارات أخرى مثل أفريقيا وآسيا. لكن عدد الأثرياء الأوروبيين سيزيد بنسبة 55 في المئة في الأعوام الخمسة المقبلة، بفضل ازديادهم بنسبة 79 في المئة في بولندا أي إلى 77 ألفاً، و60 في المئة في فرنسا، و55 في المئة في ألمانيا، و34 في المئة في تشيكوسلوفاكيا. وعلى رغم ذلك، ستنجح سويسرا في صدّ أي محاولة أوروبية ترمي إلى تجاوزها في عدد الأغنياء. صحيح أن أغنياء القارة الآسيوية سيتخطون نظراءهم السويسريين، لكن لا يجب التقليل من حجم الثروات التي يملكها كل رجل أعمال سويسري ثري، لا بل يلجأ بعضهم إلى إدارة هذه الثروات عبر الجزر العذراء البريطانية، بسبب التداولات المالية الضخمة التي لا يريدون التصريح عنها رسمياً إلى السلطات المختصة. ولافت أن عدد الأغنياء في بولندا سيتجاوز ذلك المسجل في المملكة العربية السعودية بحلول عام 2020، إذ يُتوقع ازدياد الأغنياء في المملكة العربية السعودية بنسبة 72 في المئة في الأعوام الخمسة المقبلة، أي 10 نقاط أكثر مقارنة بزملائهم الإماراتيين. أما في الولاياتالمتحدة، فستكون الزيادة في عدد الأغنياء الأقل عالمياً بنسبة 32 في المئة فقط. ويُذكر أن عدداً كبيراً من الأغنياء الأميركيين قد هاجر، لتفادي قبضة السلطات الضريبية في واشنطن.