يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم (السبت) في عمان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس غداة يوم من الصدامات التي أوقعت أكثر من 140 جريحاً في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويجتمع كيري مع عباس وفق ما هو مقرّر في الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش. وصرّح كيري عقب لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي انه يتطلع "بفارغ الصبر الى لقاء الملك عبد الله والرئيس عباس وآمل في أن نتمكن من اغتنام الفرصة والتراجع عن حافة الهاوية". ويأتي هذا اللقاء في وقت يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والسلطة الفلسطينية ضغوطاً من المجتمع الدولي، القلق من احتمال اشتعال الوضع بشكل أكبر. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "بقوة" الى لقاء مباشر بين نتنياهو وعباس، لافتاً إلى أنه "على رغم الغضب والاستقطاب، ما زال هناك متسع من الوقت للابتعاد عن الهاوية". والوضع في الحي القديم من القدسالمحتلة القريب من الحرم القدسي، ليس كما كان عليه الأسبوع الماضي عندما كان مئات من الجنود الإسرائيليين يفتشون الجميع تقريباً ويمنعون مرور الرجال الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما، إذ شارك حوالى 25 ألف مسلم في الصلاة التي تضم عادة ما بين 10 آلاف و15 ألفاً، وفق المدير العام لأوقاف القدس وشؤون المسجد الأقدس الشيخ عزام الخطيب. وكانت القيود على الراغبين في دخول الحرم القدسي، أحد العوامل الأساسية وراء أعمال العنف التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ بموجب الوضع القائم في الحرم القدسي، يُسمح للمسلمين بدخول المسجد الأقصى في أي وقت، في حين لا يُسمح لليهود بذلك في أوقات محددة ومن دون الصلاة فيه. وفي قطاع غزة، أفاد الناطق بإسم وزارة الصحة الفلسطينية بأن أكثر من 120 فلسطينياً أُصيبوا بالرصاص الحي والمطاط الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات الجمعة في مناطق مختلفة في القطاع. ولفت الى ان 58 أُصيبوا في المواجهات بالقرب من معبر بيت حانون (ايريز) في شمال القطاع ونحو 32 فلسطينياً أُصيبوا في المواجهات شرق حي الشجاعية في مدينة غزة، فيما أُصيب 18 شرق مخيم البريج (وسط) و15 في المواجهات شرق خان يونس. وفي الضفة الغربيةالمحتلة، وقعت صدامات عنيفة بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي خصوصاً قرب الخليل وأُصيب 20 فلسطينياً بجروح نتيجة إطلاق النار، وفق المصادر الفلسطينية. وأعلن الجيش الإسرائيلي ان إسرائيلية وابنتيها أُصبن بجروح في الضفة الغربية عندما رُشقت سيارتهن بزجاجة حارقة. واندلعت اشتباكات في الأعياد اليهودية الشهر الماضي مع تزايد زيارات اليهود الى الحرم القدسي الذي يلقبونه ب "جبل الهيكل"، ما زاد من مخاوف الفلسطينيين من محاولة إسرائيل تغيير الوضع القائم. ودعت اللجنة الرباعية التي تشمل روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة التي اجتمعت الجمعة في فيينا، في بيان، "إسرائيل الى التعاون مع الأردن للإبقاء على الوضع القائم" في الحرم القدسي، وحضّت الأطراف كافة على التحلي ب "أقصى درجات ضبط النفس والإحجام عن أي خطابات وأعمال استفزازية". وتشهد المنطقة منذ الأول من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي موجة من أعمال العنف أسفرت عن سقوط 50 قتيلاً فلسطينياً (نصفهم من منفذي هجمات) وشخص من عرب إسرائيل وثمانية إسرائيليين. وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس إصابة جندي بجروح طفيفة في الضفة الغربية في عملية طعن، موضحاً أن "مهاجماً قام بطعن جندي أثناء قيامه بواجبه بالقرب من السياج الأمني في غوش عتصسيون" في إشارة إلى مجمع المستوطنات في جنوبالقدسالمحتلة، وان "جنوداً آخرين أطلقوا النار على المهاجم" البالغ من العمر 17 عاماً، ما أدى إلى إصابته بجروح خطرة.