حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله اليوم (الأربعاء) على إنهاء العنف بين إسرائيل والفلسطينيين، بينما قتل شاب فلسطيني في مستوطنة بالضفة الغربيةالمحتلة، بعد أن طعن مجندة إسرائيلية. وأكد عباس من جهته على ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في المسجد الاقصى. واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس ، محمود عباس بالكذب والمشاركة في تصعيد العنف قائلاً إنه «انضم إلى داعش وحماس للقول بإن إسرائيل تهدد المسجد الأقصى». ورد عباس على نتانياهو قائلاً «نتانياهو يقول إن ابو مازن داعش، أين توجد التنظيم والنصرة عنده؟ فليسأل صحافته أين توجد». ومن الممكن أن تكون هذه اشارة إلى المقاتلين السوريين الذين يتلقون العلاج في المستشفيات الإسرائيلية والذين يتهمهم البعض بدعم الجهاديين ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وبدأ الأمين العام للأمم المتحدة أمس زيارة إلى إسرائيل والاراضي الفلسطينية، لحض الجانبين على التصرف بسرعة في مواجهة موجة العنف التي تهدد بفتح فترة جديدة من العنف الكارثي. وأكد اليوم في رام الله «سنواصل دعم كافة الجهود الرامية إلى تهيئة الظروف لجعل المفاوضات ذات المعنى ممكنة». وأضاف «لكن في النهاية، على الفلسطينيين والإسرائيليين اختيار السلام والتحدي الاكثر الحاحاً أمامنا هو وقف موجة العنف الحالية وتجنب خسارة المزيد من الارواح». وتابع «اكدت لكل من القادة الإسرائيليين والفلسطينيين على الحاجة الملحة لاعادة التأكيد من خلال الاقوال والافعال بانهم شركاء في السلام». من ناحيته أكد عباس أنه «لا بد من التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي القائم وليس الوضع القائم الذي فرضته إسرائيل منذ العام 2000 وادى إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية». ويخشى الفلسطينيون من محاولة إسرائيل تغيير الوضع القائم في المسجد منذ حرب العام 1967 ، والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول المسجد الاقصى في أي وقت في حين لا يسمح لليهود الا في اوقات محددة ومن دون الصلاة فيه. ودعا الرئيس الفلسطيني مرة آخرى إلى «حماية دولية» مشيراً إلى أن «الفلسطينيين فقدوا القدرة على حماية انفسهم من الهجمات الإرهابية للمستوطنين وللجيش الإسرائيلي». ورداً على سؤال حول لقائه المرتقب الجمعة المقبل في عمان مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أكد عباس أن الوزير الأميركي «يعرف ماذا نريد، نحن نريد العودة للمباحثات على أساس الشرعية الدولية». و اليوم، أعلنت الشرطة الإسرائيلية وخدمات الاسعاف، أن مجندة إسرائيلية اصيبت بجراح خطرة قرب مستوطنة ادم في الضفة الغربيةالمحتلة، بعد أن طعنها شاب فلسطيني قتل لاحقاً. وأضافت الشرطة أنه «تم اعتقال شاب ثان، قد يكون متآمراً مع منفذ الهجوم. ونقلت المجندة إلى المستشفى لتلقي العلاج». واسفرت المواجهات اليومية بين راشقي الحجارة الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين والهجمات المتبادلة بين الفلسطينيين والمستوطنين وسلسلة من الهجمات ضد الإسرائيليين عن سقوط 48 قتيلاً فلسطينياً وقتيل عربي إسرائيلي من جهة، وثمانية إسرائيليين من جهة آخرى. وقتل اريتري اعتبر خطأ منفذ هجوم. وتشهد الضفة الغربيةوالقدسالشرقية اعمال عنف منذ أول تشرين الأول (أكتوبر) الحالي. وسرعان ما امتدت المواجهات الى قطاع غزة في التاسع منه. ويلقي عشرات الفلسطينيين الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الإسرائيليين الذين يردون في الغالب باستخدام الرصاص الحي والمطاطي. ويشعر الفلسطينيون باحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الإسرائيلي وتوسع الاستيطان في الاراضي المحتلة، بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين على القرى والممتلكات الفلسطينية. وتشهد الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتان تصعيداً لاعمال العنف، ما يثير مخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة بعد انتفاضتي أعوام 1987-1993 و2000-2005. وسيتوجه بان كي مون غداً إلى الأردن للقاء العاهل الأردني عبد الله الثاني. ومن المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نتانياهو غداً خلال زيارة الأخير إلى ألمانيا، ثم مع عباس آخر الأسبوع في الأردن.