جدَّدت عمَّان التحذير من أي مساسٍ بالوضع القائم في المسجد الأقصى، في وقتٍ أبدت واشنطن تفاؤلاً حذراً بشأن تهدئةٍ محتملةٍ بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال التي تشنُّ حملة اعتقالاتٍ موسَّعة في الضفة الغربية. وشدَّد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، على دور بلاده في الدفاع عن الحرم الشريف في القدس استناداً إلى واجبها الديني والتاريخي و»الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة». ووصف الملك عبدالله الثاني، وفق بيانٍ للديوان الملكي في عمَّان، تحقيق السلام العادل والشامل وفق حل الدولتين ب«المخرج الأساس للأزمات التي تشهدها المنطقة، ما يتطلب من جميع الأطراف بذل كل الجهود التي تدعم التوصل إليه». وحذَّر خلال استقباله أمس الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من «أية محاولات للمساس بالوضع القائم في المسجد الأقصى والحرم الشريف». ويتَّهِم الأردن، المحاوِر الرئيسي في النزاع، إسرائيل بالوقوف وراء التصعيد الأخير مع الفلسطينيين عبر السعي إلى تغيير القواعد الحاكمة لدخول الحرم القدسي. وبعد اختتامه زيارةً سريعةً إلى الضفة الغربية والأراضي المحتلة؛ توجَّه الأمين العام الأممي إلى عمَّان لإجراء محادثات تستهدف التهدئة. ونقل بيان الديوان الملكي الأردني عنه تشديده على «مسؤولية المجتمع الدولي عن العمل على إيجاد حل عادل وشامل للقضية». وقبل ذلك؛ أعرب مون، في رسالةٍ بالفيديو بعثها إلى مجلس الأمن الدولي في نيويورك، عن عدم تفاؤله بعد محادثاته مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيراً إلى «هوَّة تزداد اتساعاً بين الجانبين». لكن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اتخذ موقفاً مناقضاً، وعبَّر بعد لقائه أمس رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عن «تفاؤلٍ حذر». والتقى كيري ونتنياهو في العاصمة الألمانية، حيث عقدا اجتماعاً دام 4 ساعات. وبعد انتهاء اجتماعهما؛ أبلغ كيري الصحفيين بقوله «يمكنني أن أقول عن المشاورات إنها منحتني شيئاً من التفاؤل الحذر بإمكان طرح شيء على الطاولة خلال الأيام المقبلة من أجل تهدئة الوضع والمضيّ قُدُماً». وأعرب عن ثقته في «رغبة مختلف الأطراف في المساهمة في التهدئة»، مُتطلعاً إلى «تحقيق ذلك» وداعياً إلى «اغتنام الفرصة والتراجع عن حافة الهاوية»، علماً أنه يلتقي خلال أيام الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والعاهل الأردني. وفي أواخر سبتمبر الفائت؛ بدأت موجة مصادماتٍ في القدسوالضفة الغربية المحتلتين وقطاع غزة ومناطق عرب ال 48 احتجاجاً على محاولات حكومة نتنياهو اليمينية تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً بين المسلمين واليهود. وأسفرت الموجة، التي أجَّجت التوقعات باندلاع انتفاضةٍ ثالثةٍ، عن استشهاد 49 فلسطينياً ومقتل 8 إسرائيليين. كما قُتِلَ طالب لجوء إريتري وتم سحله بالخطأ بعدما اعتقد إسرائيليون أنه منفِّذ هجوم في منطقة بئر السبع. واستُشهِد فلسطيني أمس في بيت شيمش (غرب القدس) برصاص شرطة الاحتلال التي ادّعت أنه حاول طعن يهودي بسكين. وأصيب آخر كان برفقة الشهيد. وذكرت وسائل إعلام أن الشابَّين يتحدران من بلدة صوريف قرب مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية ويبلغ كلاهما من العمر 20 عاماً. وبالتزامن؛ شنَّ الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في المدينة بحثاً عن شابٍ اتهِمَ بمحاولة طعن جندي. وبالقرب من الخليل؛ أصيب 9 فلسطينيين، منهم 5 بالرصاص الحي، ليل الأربعاء- الخميس خلال اشتباكات. واعتُقِلَ 58 آخرون في مناطق الضفة بينهم 16 ناشطاً سياسياً. وبرر جيش الاحتلال الاعتقالات باتهام الموقوفين ب «المشاركة في أنشطة معادية». لكن وسائل الإعلام الفلسطينية قدمت عدداً منهم بصفتهم مسؤولين في أحزاب.