أوضحت دراسة أميركية قامت بها باحثة من جامعة هارفارد الأميركية ونشرت في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن تركيبة حليب الأم تختلف بحسب جنس الرضيع، لذا من الضروري إنتاج تركيبات مختلفة من حليب الأطفال الاصطناعي تناسب الفروق بين الجنسين، لتماثل حليب الأم. الدراسة أجريت على مجموعة من القرود، حيث توصل الباحثون إلى أن حليب القرود المرضعة تختلف نوعيته تبعاً لجنس الرضيع، وما إذا كان ذكراً أو أنثى، وأن حليب الأم عند إرضاع الذكور يكون أغنى من حيث الدهون والبروتين. الدراسة بينت أيضاً اختلافاً في التفاعل بين الرضع الذكور والإناث مع حليب الرضاعة، خصوصاً في طريقة الاستجابة لهرمون "الكورتيزول" وهو هرمون التوتر، الذي يصل إلى حليب الأم، وأن الإناث يظهر لديهن تغيرات سلوكية لدى تلقي هذا الهرمون، مثل الانطواء على الذات والخوف والغضب. وقد وجدت الدراسات أن البنات أكثر تأثراً بهرمون "الكورتيزول" في حليب الأم من الصبيان، في حين يختلف الأمر لدى الحيوانات. وأضافت الدراسة أن محتوى حليب الثدي يختلف من امرأة إلى أخرى من حيث الفيتامينات والمعادن والسكريات والدهون والمغذيات، وأنه في كثير من الأحيان يكون الحليب الاصطناعي أكثر نفعاً، لذلك لا بد من الاعتناء بتركيبة الحليب الاصطناعي وإنتاج تركيبات مختلفة منه تراعي الفروق بين الرضع الذكور والإناث. وقالت منظمة الصحة العالمية أن قرابة 80 ألف طفل ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات تمكن حمايتهم من خطر الموت المبكر إذا تم إرضاعهم رضاعة طبيعية من عمر 0 إلى 23 شهراً بطريقة جيدة. وأفادت الدراسة بأن الاطفال الذين لا يرضعون طبيعياً يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض أو الموت المبكر، وترتفع احتمالات إصابتهم بالأمراض والإعاقة، وأظهرت أن عدم الرضاعة طبيعياً يسبب التهابات مؤدية إلى أمراض القلب والسكتات الدماغية والداء السكري من النوع الثاني في وقت متقدم من العمر. وتوصي الجهات الصحية بالرضاعة الطبيعية وحدها خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل.