منذ بدء الأزمة السورية في عام 2011، أصبحت خريطة المصالح في البلاد تتغير بين شهر وآخر، خصوصاً مع انضمام فصائل جديدة إلى المعارك المحتدمة بين قوات النظام وفصائل المعارضة المختلفة. وسلّط مركز "آندرستاندنغ وار" الأميركي الضوء على أبرز الفصائل المسلحة التي تقاتل في سورية: تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ظهر في العراق باسم "جماعة التوحيد والجهاد"، ثم تحول إلى تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" بعد تولي أبو مصعب الزرقاوي قيادته عام 2004 ومبايعته زعيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن. ومر التنظيم بمراحل عدة إلى أن جرى إعلان "دولة العراق الإسلامية" عام 2006. وخلال الفترة الممتدة بين عامي 2006 و2010 تمكنت القوات الأميركية والعراقية من إضعاف التنظيم في شكل كبير، لكنه عاد في نيسان (أبريل) 2011 باسم "تنظيم القاعدة في الشام والعراق" بقيادة زعيمه أبو بكر البغدادي، قبل أن ينشق عن "القاعدة" ويعتمد تسمية "الدولة الإسلامية" (داعش). ويهدف "داعش" إلى تأسيس دولة الخلافة في المنطقة، ويتراوح عدد مقاتليه بين خمسة وستة آلاف مقاتل. ولا يتمتع بأي دعم خارجي رسمي، بل يأتيه الدعم من خزنة تنظيم "الدولة الإسلامية" العراقي، ويعد أقوى الفصائل حتى الآن وأكثرها تنظيماً. ويتمركز التنظيم في شكل أساسي في الرقة، وبسط سيطرته على أجزاء واسعة من سورية والعراق، ما دفع أكثر من 40 دولة إلى التحالف للقضاء عليه بقيادة الولاياتالمتحدة. "جبهة النصرة" تعد الممثل الوحيد ل"القاعدة" في سورية، وفق ما أعلن زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري. ظهرت في بدايات عام 2012 تحت قيادة أبو محمد الجولاني مع احتدام المعارك والعنف بين النظام السوري والثوار، ودعت إلى حمل السلاح في وجه النظام. وتنتشر الجبهة في معظم الأراضي السورية وتخوض معارك طاحنة ضد النظام، وتقاتل في الوقت ذاته تنظيم "داعش" بعد احتدام الخلاف بينهما، ولا يتجاوز عدد مقاتليها ستة الآف مقاتل، وتعتمد على دعم عدد من الممولين العرب والسوريين، إضافة إلى دعم حاضنتها الشعبية السورية في الداخل. "الجيش السوري الحر" كيان عسكري أسسه العقيد المُنشق رياض الأسعد في تموز (يوليو) 2011، ليضم المتمردين والمنشقين عن جيش النظام، ويُعد التشكيل العسكري الأول في سورية. وفي 14 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام ذاته، أعلن الأسعد تشكيل مجلس عسكري موقت برئاسته ليكون السلطة العسكرية الأعلى في البلاد. وفي منتصف كانون الثاني (يناير) 2012 أعلن المجلس الوطني السوري إنشاء "مكتب ارتباط" مع قيادة "الجيش الحر" ليتولى التنسيق المشترك. لكنه أخذ يضعف وصار المجلس إطاراً فارغاً من المحتوى العسكري الحقيقي، ويتلقى هذا الجيش دعماً غربياً وخليجياً. "الجبهة الإسلامية السورية" تأسست أواخر عام 2012 لتضم عدداً من الكتائب الإسلامية المسلحة المناهضة للنظام، أهمها "حركة أحرار الشام"، "ألوية صقور الشام"، "لواء آل البيت"، و"لواء أحفاد الرسول". وأطلقت معركة "الجسد الواحد" لتحرير مناطق عدة في الشمال، كما ضمت "جيش الإسلام"، و"لواء التوحيد"، و"لواء الحق"، و"الجبهة الإسلامية الكردية". "هيئة دروع الثورة" ظهرت في أواخر عام 2012 بدعم من جماعة "الإخوان المسلمين" في سورية، وتوسّعت في عام 2013، ويُقدر تعدادها ببضعة آلاف من المقاتلين. وينتشر مقاتلوها في إدلب وحماة في شكل أساسي. وتعرف عن نفسها على أنها "مؤسسة وطنية مستقلة سياسياً وحزبياً، تعمل على تأمين الدعم المالي المطلوب للتشكيلات المقاتلة، ومدها بالأسلحة والمؤن عبر تأمين ممرات من الدول المجاورة". "وحدات الحماية الشعبية الكردية" هي ميليشيا كردية سورية ظهرت في عام 2012 بعد انسحاب جيش النظام من المناطق ذات الغالبية الكردية، وتعد الفرع العسكري من "حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي"، وموالية ل"حزب العمال الكردستاني"، وتدير المنطقة الكردية المستقلة في الشمال الشرقي. ودخلت الوحدات في معارك عدة مع "داعش" وفصائل سورية معارضة أخرى، وتعتمد على الضرائب التي تجبيها في المناطق الكردية وعلى دعم "حزب العمال" الذي تسانده شبكة من الممولين في أوروبا وتركيا والجالية الكردية في مناطق أخرى من العالم. "جبهة ثوار سورية" تشكّلت بعد الضربات التي تلقتها "هيئة أركان الجيش السوري الحر" من الجبهة الإسلامية في 2013، وتضم كتائب عدة أبرزها "المجلس العسكري" في محافظة إدلب وتجمع ألوية وكتائب شهداء سورية، تحت هدف "إسقاط النظام وحماية الأنفس والبلاد". "حزب الله" تنظيم سياسي عسكري شيعي لبناني، تأسس بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982، ويشارك في الحرب السورية مدافعاً عن النظام، بحوالى خمسة آلاف مقاتل، قتل منهم حوالى 900. وقال زعيم التنظيم حسن نصر الله إن "مشاركة أفراد من حزب الله في الحرب السورية هو جزء من استراتيجية أوسع، تهدف إلى منع مجموعات، مثل داعش وجبهة النصرة، من السيطرة على المنطقة".