أسفرت أعمال العنف المستمرة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية ومناطق من اسرائيل عن مقتل 42 فلسطينياً و8 اسرائيليين، منذ بدئها في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. واشتدت حدة التوتر بعدما ضيقت الشرطة الإسرائيلية الخناق على القدس وزادت الإجراءات الأمنية، ما أدى إلى اتساع المواجهات مع الفلسطينيين، وصولاً إلى مناطق اخرى مثل مستوطنة «كريات أربع» في مدينة الخليل، ومدينة العفولة شمال إسرائيل. وأفادت الشرطة الإسرائيلية صباح الاثنين أن فلسطينياً أطلق النار وطعن أشخاصاً في محطة مركزية للحافلات في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 11 آخرين، في واحد من أخطر حوادث العنف التي وقعت أخيراً بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ودارت مواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين إسرائيليين أمس في محيط «قبر يوسف» شرق مدينة نابلس، بعد قيام مستوطنين تحت حماية الجيش الإسرائيلي بزيارة المكان الذي يعتبرونه «مقاماً مقدساً»، والذي كان شهد الجمعة الماضي اشتباكات استُخدمت فيها زجاجات ومواد مشتعلة، أدت إلى احتراقه كلياً من الداخل. واتخذت إسرائيل اجراءات عسكرية صارمة من أجل توفير الحماية لمواطنيها، تشمل منع الرجال دون سن ال50 عاماً من دخول المسجد الأقصى، بالإضافة إلى سحب وثائق الإقامة لمنفذي عمليات الطعن من سكان القدس وعائلاتهم، في محاولة لردع الفلسطينيين عن القيام بالعمليات التي انتشرت أخيراً رداً على اقتحام قوات الأمن الإسرائيلية للمسجد الأقصى، واستخدامها للرصاص الحي في قمع التظاهرات والاحتجاجات. وكان الرئيس باراك أوباما، أعرب عن قلقه حيال استمرار أعمال العنف، وقال: «نحن قلقون للغاية حيال انفجار العنف»، مؤكداً قناعته بأن «من حق إسرائيل حفظ النظام والقانون وحماية مواطنيها من الهجمات بسكاكين وأعمال العنف في الشوارع». ويلقي عشرات الفلسطينيين الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الإسرائيليين الذين يردون في الغالب باستخدام الرصاص الحي والمطاطي. ويشعر الفلسطينيون بإحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الإسرائيلي وزيادة الاستيطان في الأراضي المحتلة، إضافة إلى ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين على القرى والممتلكات الفلسطينية. وتنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد الانتفاضتين (1987-1993) و(2000-2005).