امتنع سائقو سيارات أجرة في المنطقة الشرقية خلال الأيام الماضية، من تحميل ركاب عزاب، في أعقاب حادثة الهجوم على حسينية مدينة سيهات الجمعة الماضي، والتي كانت بدايتها سطو راكب على سيارة ليموزين وإطلاق النار على سائقه. وأطلق سعوديون هاشتاقاً (وسماً) على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بمسمى «ليموزين وإرهاب». وعلق مئات المغردين ضمنه، مؤكدين أن «خطورة الحادثة الأخيرة كان وراءها إرهابي ادعى أنه راكب، فيما كان يجول في رأسه مخطط إرهابي». وأكد مغردون في تغريدات عبر «تويتر»، بحماية سائقي سيارات الأجرة. ودَّونت فوزية ناصر: «نخشى من تخفي الإرهابيين وراء الزي النسائي»، مستدركة أن «ما يميز مجتمعنا بدء وعي الآباء والتبليغ عن أبنائهم الإرهابيين». واحتوت تغريدات أخرى ضرورة انتباه سائق الليموزين إلى تصرفات الراكب وتجاهل العزاب منهم. ولجأ سائقو سيارات أجرة في مدينة الدمام إلى وضع أجهزة في سياراتهم تشبه أجهزة التفتيش. وقال إبراهيم السعيد (يملك مجموعة من سيارات الأجرة في مدينتي الدمام والخبر) ل«الحياة»: «عقب وقوع حادثة سيهات بدت المخاوف من استغلال سيارات الأجرة في تنفيذ أعمال إجرامية»، لافتاً إلى أنه كمستثمر في القطاع «طلبت من السائقين تحاشي تحميل الشبان العزاب، وأكدت عليهم التوجه إلى مراكز الأسواق والتجمعات النسائية والعائلات. وأضاف السعيد: «إن حادثة سيهات جاءت لتؤكد بعض الحوادث التي كانت تقع ولم نكشفها؛ بسبب كثرها، وعدم الاكتراث لما يقع»، مستشهداً بأن «بعض الركاب ما أن يصلوا إلى مقصدهم حتى يترجلوا من المركبة ويهربوا من دون دفع المقابل. أما السائق الآسيوي فغالباً ما يخاف من الموقف، ناهيك عن حوادث السرقات والضغط على السائقين وحمل السلاح؛ لأخذ حصيلة يومهم من الأموال. واكتملت أفعال المجرمين والإرهابيين بالاعتداء على سائق الليموزين وسلب سيارته واستخدامها في عمل تنفيذ عمل إرهابي، وهو ما يزيد منسوب المخاوف بين السائقين، وبخاصة أن بعض الشوارع بعيدة وواسعة، ويوجد مناطق تكون شبه خالية من الناس والمركبات أيضاً، لذا تم توبيخ سائقي الليموزينات من جملة أضرار يتعرضون إليها. كما فضل بعضنا تشغيل سعوديين؛ لتقليل حوادث السرقات وغيرها؛ لأن بعضهم يستضعف العمال، الأجانب، ولا سيما الآسيويين». فيما أوضح جابر صعوب (سائق سيارة أجرة يمني الجنسية) أن «من الصعب تخصيص الركوب بشريحة معينة. إلا أننا نتوخى الحيطة والحذر منذ وقوع حوادث العام الماضي، إذ نحاول الابتعاد عن تحميل الركاب العزاب، وكثيراً ما نتجاهل تحميل الركاب العزاب أو من يطلبون الانتقال إلى أماكن بعيدة، أو نائية؛ تحسباً لحوادث اعتداء، وكثيراً ما نواجه التهديد في حال الإصرار على دفع المبلغ المستحق، ونضطر إلى السكوت؛ تخوفاً من الاعتداء أو التهديد بالقتل، أو التهديد بالسلاح الأبيض»، مضيفاً: «بعضهم يبلِّغ عن تلك الحوادث وآخرون يعزفون عند تقديم البلاغات.