كشف نائب المشرف العام على قناة الثقافية السعودية رئيس تحرير مجلة شوارد الإلكترونية صالح الورثان أسباب «إبعاده» من الزميلة صحيفة الشرق الاوسط، وتحوله الأخير من القناة الرياضية الى «الجديدة» قناة الثقافية، الى جانب اهتمام «قلمه» بنادي الهلال، مشدداً على ان ذلك ليس «تعصباً» للنادي «الأزرق» ومستشهداً بالكتابة أخيراً عن النصر والاتحاد. ووصف الورثان «دخلاء» الصحافة كما أسماهم ب «الجهلة» و «المرضى» مبيناً بأن هناك «لصوصاً» يسرقون الآخرين في الصحافة الرياضية، إذ أشار الى أهمية «الفقه» بالرياضة من أجل محبتها، جاء ذلك في حواره الآتي ل «الحياة» الذي تطرق فيه الاعلامي صالح الورثان إلى جوانب عدة في الوسط الرياضي السعودي، فإلى نصه: هناك من ينظر للإعلاميين الرياضيين أنهم ضحلوا الثقافة والتفكير؟ وأنت تخرج من عباءة الإعلام الرياضي إلى مظلة الإعلام الثقافي؟ كيف تنظر للأمر من وجهة نظرك؟ - هذا كلام غير صحيح البتة، والثقافة والإبداع ملكتان ربانيتان تصقلان بالعلم والإبحار وليستا حكراً على فئة بعينها، ومن لا يحب الرياضة لا يفقه شيئاً في الثقافة المجتمعية، والرياضة ثقافة مجتمع وهي ثقافة فرسان وفروسية أبطال، وللحق يجب أن يعرف مطلق هذه المقولة «الضحلة» أن في الوسط الرياضي مثقفين ومبدعين، ومنها انطلق رؤساء تحرير وكتاب وصلوا إلى قمة النضج طرحاً وفكراً، ويكفي أن أمثل برئيس الهلال الشاعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد وبرئيس تحرير صحيفة الرياض تركي السديري وغيرهما. لكن ألا ترى أن هناك بعض الممارسات الصحافية وبعض ما يُكتب في بعض الصفحات الرياضية مما يغري الكثيرين بانتقادها ووصفها بأقذع الأوصاف؟ - أتفق معك في ذلك، وللأسف مرد ذلك إلى وجود بعض الأسماء الدخيلة على الصحافة الرياضية، كذلك فإن الرياضة مطية تغري طلاب الشهرة والمال بامتطائها، ومع ذلك هناك أسماء كبيرة من الإعلاميين الرياضيين الذين باتوا في قمة الهرم وعلى سبيل المثال خالد دراج الذي يقود حالياً صحيفة شمس السعودية. البعض يصنفك ضمن دائرة الصحافيين «المتعصبين»، فماذا تقول؟ - الميول ليس عيباً ولا حراماً... ومصيبة أن يحكم على الكاتب بالتعصب من خلال الميول وليس من خلال التميز في الطرح والنبوغ في الفكر، وبالمناسبة الذي يصف الآخرين بأنهم متعصبون هو في الأصل متعصب لتيار بعينه ولا يعترف بالآخر، لذلك يعشق ثقافة الإقصاء، ويتفنن في إجادة ثقافة الشتم وسرد القصص الوهمية والادعاءات الكاذبة! الرياضة كائن جميل فلماذا نشوهها بالأحقاد وأقاويل المرضى وجهلة المنتديات! تدور في فلك الهلال في كل قضاياه وتدافع عنه باستماتة؟ ألا تمنح الآخرين الفرصة بذلك ليصنفوك بأنك أحادي التفكير؟ - أجحفت بحقي وتحجرت كثيراً! تحكم على مقالاتي في جانب الطرح الخاص بنادي الهلال لكنك طمست الحقيقة بعدم ذكر ما كتبته عن الأندية والنجوم كافة، عد إلى مقالاتي فقد كتبت عن الأندية كافة وحفزت نجومها كما كتبت عن الفكر الرياضي وتعمقت في طرح قضايا الشباب والرياضة في زمن صناعتها. متى ستكتب عن النصر والاتحاد وتدافع عن قضاياهما كما تدافع عن الهلال؟ - ألم أقل لك أنك ظلمتني! قبل أيام قلائل كتبت عن النصر في صحيفة شمس مقالة بعنوان: «نصرهم شمس وليلهم أمس» أما الاتحاد فكتبت عنه في صحيفة قول أون لاين الإلكترونية مقالة بعنوان: «الاتحاد عميد وعالمي» ثم من قال إنني أدافع عن الهلال؟ الهلال أفضل مدافع عن تاريخه ومنجزاته بما يسطره من ملاحم لا تنسى. رحلت من الشرق الأوسط مع رحيل خلف ملفي؟ ما جعل البعض يتهمك ب«الشللية»؟ - أبداً ما حدث عكس ذلك تماماً! الصحيفة أبعدت بعد رحيل خلف ملفي عدداً من ألمع وأبرز الكتاب ومنهم الكاتب الشهير محمد بنيس، وقد طاولني الإبعاد بعد سنوات من العطاء والكتابة في هذه الصحيفة الدولية الرائعة التي أشرقت صفحاتها الرياضية على يد خلف ملفي، وأعتقد بل أجزم أن الإبعاد تم برغبة شخصية محضة من شخص يؤمن بفكر معين، وشخصياً لا أعتد برأيه الإعلامي فهو غير متخصص في ميدان الإعلام، والإبعاد أيضاً لا علاقة له بتاريخ الكاتب وقدراته وجماهيريته، فقرائي بالآلاف واسألوا عن ذلك «قوقل» و «قول أون لاين» والحق أن الكتابة مع الكبار ممتعة ومحصنة وها أنا ذا أكتب مع الكبيرين خلف ملفي وخالد دراج، وأحترم وجهة نظر من أقصاني من دون سبب بيّن، وفي الوقت ذاته أؤكد بأن الإبعاد فتح لي أفقاً جديداً من النجاح في محطات أخرى، وهكذا فقد تعودت على الرد بفكري وقلمي ونجاحاتي، أما الآخرون فلست مسؤولاً عن أمزجتهم، خصوصاً إذا كانوا غير متخصصين في مجال الصحافة والإعلام. بعد فترة طويلة قضيتها في الوسط الصحافي ارتحلت خلالها في العديد من المطبوعات والقنوات الفضائية؟ كيف تصف الساحة الرياضية؟ - واحة تجمع المتناقضات، فاتنة أحياناً وفي أحايين أخرى يطمس جمالها بالمتطفلين وصغار الإعلاميين والفاشلين في كل منحى، وبصراحة لن تتخلص الرياضة من الدخلاء عليها إلا بوجود منهج علمي يقصي الجهلة ويشرع الباب لأصحاب المواهب والفكر النزيه، تصور يا أخي... هناك لصوص في الساحة الرياضية والإعلامية، وهناك من يعزّز عنصريته وجهله بسرقة جهود الآخرين والصعود على أكتاف النابغين...! وما أكثر ما يضايقك فيها؟ - الجهلة والمرضى الذين لا يعرفون للحوار معنى ولا قيمة...! إن لم تكن معهم فأنت ضدهم، كذلك أكره الوصوليين والمستنفعين وملاحقي الشهرة من دون عمل أو إنتاج حقيقي...! كيف ترى صفقة شراء قناة الجزيرة الفضائية لشبكة قنوات ال«ART» الرياضية؟ ولو كان القرار بيدك فماذا ستفعل؟ - صفقة موفقة وناجحة بكل المقاييس، هذا زمن صناعة الإعلام والاستثمار بوحي من ركائز متينة ومنهجية، والآن لا مجال للمنافسة إلا بالدمج والقوة، وذلك ما أكده الباحثون وخبراء الإعلام الحديث، وأود أن أشير إلى أن زمن الاجتهادات ولى، والزمن الإعلامي بثورته الهائلة زمن الاحتراف والمبدعين وليس زمن المجاملات ومحنطي الإعلام القدماء...! عملت لفترة من الزمن مستشاراً في القناة الرياضية؟ ما الذي أضافته إليك وما الذي أضفته لها؟ - الصحيح كما ذكرت لك أنني عملت مستشاراً إعلامياً ثم مساعداً للمدير العام للإدارة الإعلامية، وشرفني عادل عصام الدين بالإنابة عنه حال غيابه، ولعادل فضل كبير في احتضاني ودعمي، وأشكره على وقفاته المشرفة معي. وهنا لابد أن أشيد بدعم الأمير تركي بن سلطان للإعلاميين والعاملين في الوزارة كافة، فهو رجل قيادي من الدرجة الأولى، والتلفزيون يشهد حالياً نقلة نوعية في عهد الوزير المثقف والحصيف الدكتور عبدالعزيز خوجة، ولا أنسى دعم وكيل الوزارة لشؤون التلفزيون المهندس صالح المغيليث والمشرف العام على قناة الثقافية السعودية محمد الماضي الذي منحني ثقته وشرفني بالعمل معه، أما في مسيرتي الإعلامية، فأنا لن أغفل عن دعم المستشار ووكيل الوزارة للإعلام الداخلي عبدالرحمن الهزاع، وكذلك مدير عام القناة الأولى الدكتور محمد باريان ومدير التبادل الإخباري في التلفزيون سلمان الربيع. لا يزال الكثير ينظر إلى القناة الرياضية على أنها لم تقدم المأمول منها؟ ما رأيك؟ - هذه نظرة قاصرة وليست مبنية على أساس علمي بل هي آراء عاطفية لمجاميع من المتعصبين وجهلة المنتديات، أما الحقيقة فهي أن القناة الرياضية بقيادة الأمير تركي بن سلطان تقدم حالياً تفرداً إعلامياً في برامجها وتغطياتها، وللأسف فإن زامر الحي لا يطرب، هكذا هو مجتمعنا يصفق للآخر وينكر على مبدعيه حقهم في التميز والإبداع.