تركت الأزمة السياسية المتصاعدة في بغداد تأثيراً مباشراً في علاقات القوى الكردية على مختلف توجهاتها بغية توحيد «الصف»، كان أبرزها الاتصال الهاتفي بين زعيم «الاتحاد الوطني» الرئيس جلال طالباني وزعيم حركة «التغيير» المعارضة نوشيروان مصطفى، في أول خطوة من نوعها منذ سنوات. وجاء في بيان لطالباني ومصطفى انهما بحثا في»سبل حل المشاكل التي تعترض العملية السياسية الجارية في العراق حالياً، وضرورة توحيد صفوف الأطراف الكردستانية ومواقفها قبل إجراء المحادثات مع الأطراف العراقية». وتعد هذه المبادرة من طالباني الأولى من نوعها منذ الانتخابات العامة التي شهدها الإقليم الكردي، وخاضتها «حركة التغيير» كأول طرف سياسي معارض بعد انشقاق زعيمها عن حزب طالباني. وقال القيادي في «التغيير» محمد رحيم ل «الحياة» إن «المبادرة كانت من الرئيس جلال طالباني بعد قطيعة دامت ثلاث سنوات، ركز الجانبان خلالها على الأزمة في بغداد ولم يتطرقا إلى الأزمة في الإقليم». وعن موقف الحركة من الأزمة في بغداد قال: «إلى الآن لا نملك معلومات كافية عن الوضع، لكنها بلا شك أزمة خطيرة جداً». وأوضح المحلل السياسي جمال بيره أن «الأزمة الخطيرة التي تشهدها العملية السياسية في بغداد، إضافة إلى الأزمة المستمرة في الإقليم منذ شباط (فبراير) الماضي، دفعت طالباني إلى إطلاق المبادرة، في إطار مؤتمر وطني شامل لكل القوى السياسية فلا يمكن عقد مثل هذا المؤتمر من دون حضور المعارضة التي فرضت نفسها كقوة فاعلة». ونقلت وكالة «كردستان» للأنباء عن قيادي في «الحزب الديموقراطي»، بزعامة مسعود بارزاني قوله إن «الحزب يرحب بالاتصال الهاتفي بين جلال طالباني ونوشيروان مصطفى، للمساهمة في تقريب وجهات النظر بين الأحزاب الكردستانية». من جهة أخرى، التقى مصطفى قياديين في «الاتحاد الإسلامي» المعارض في السليمانية وأكد الطرفان «أهمية وحدة الصف والبيت الكردي، للخروج بموقف موحد من المتغيرات». ودخلت المعارضة والحزبان الحاكمان في أزمة عقب مقتل متظاهرين خرجوا للمطالبة بإصلاحات سياسية واسعة في السليمانية، قبل أن تتجه إلى مزيد من التعقيد جراء اندلاع أعمال عنف مطلع الشهر الجاري في محافظة دهوك، عندما أحرق شبان عدداً من المرافق السياحية وما قابلها من حرق لمقار تابعة لحزب «الاتحاد الإسلامي» المعارض. في هذه الأثناء رأس بارزاني اجتماعاً للمجلس القيادي في حزبه للبحث في الأزمة في بغداد والإقليم، وجاء في بيان أن «الاجتماع أكد أن الكرد لن يكونوا جزءاً من الصراعات المذهبية، بل جزءاً من الحل».