قرأت الشاعرة الدكتورة هند المطيري، نصوصاً متنوعة، وصف بعضها ب"الجريئة"، في الأمسية التي نظمها منتدى عبقر في نادي جدة الأدبي، مساء الثلثاء الماضي، وكشفت المطيري عن تجربة مختلفة وتعِد بالكثير من المفاجآت الشعرية، ما سيثري، في رأي بعض الحضور، المشهد الشعري في السعودية. وقالت المطيري، في الأمسية، إن نشأتها في مُحيط أُسري شِعرِي ومشجِع، كان له الأثر الكبير في ظهورها شاعرةً. وراوحت نصوص المطيري، التي قرأتها واقفة ولم تجلس طوال ساعة ونصف الساعة، بين المحكي والفصيح، إلا أن بعض حضور الأمسية، التي شهدت حضوراً لافتاً، من مختلف الأطياف، لم يرق لهم أشعار المطيري باللهجة اللبنانية والمصرية. وقرأت المطيري نصوصاً مثل: جدة، ثورة الربيع القلبي، عفواً متى تكون لي، امرأة من كلمات، أشياء الحبيب، حرام حرام، ألم يكن لي ميلاده، من النساء سعيدة وشقية. وإذا كانت أمسية القاص والكاتب محمد علي قدس، لم تشهد حضوراً من مجلس إدارة النادي، فإن أمسية المطيري تحقق لها حضور الرئيس نفسه الدكتور عبدالله السلمي، إضافة إلى الرئيس السابق الدكتور عبدالمحسن القحطاني، والناقد علي الشدوي والدكتور محمد ربيع الغامدي وآخرين، وهو ما أثار إعجاب عدد من المتابعين واستغرابهم أيضاً. وفسر بعضهم هذا الحضور لرئيسي النادي، من باب تشجيع المرأة المبدعة، «إنه ليس متاحاً باستمرار تنظيم أمسيات شعرية لشاعرات سعوديات متمكنات»، بحسب تعليق أحد الحضور. وحظيت الأمسية بعدد من المداخلات، بدأها الدكتور يوسف العارف، الذي أشاد بقدرة الشاعرة الإلقائية، وبخاصة «في ما يتعلق بالتسكين المُتقن لقوافي النصوص الملقاة». في حين قال الدكتور علي العيدروس، إن الشاعرة «تمتلك إمكانات شعرية»، مشيراً إلى أن كثيراً من نصوصها، «يناقش المسائل الحقوقية، حتى قصائد الحب تعبر عن رغبة الشاعرة في إخراج بني جنسها من عنق الزجاجة، بعد أن خرجت هي منه بلا رجعة». وأضاف العيدروس: «هند شاعرة جريئة، قادرة على العطاء الذي شهدت به قوافي نصوصها». فيما تساءلت الدكتورة أميرة كشغري عن تحول الشعراء من الشعر الى السرد، وعمّا إذا كان السبب أن السرد «أكثر جاذبية للقراء أم لأن المواضيع الحيوية لا يمكن للشاعر إيصالها عبر الشعر»، مستشهدة بقصيدة «حرام» لهند المطيري، «التي استطاعت من خلالها طرح قضية حقوقية متكاملة بلغة شعرية ملفتة». أما الروائي عمرو العامري فأكد اتفاقه مع الجميع على شاعرية المطيري، إلا أنه يعتقد بأن «هاجس القصيدة المقلقة أعمق بكثير من القصيدة المباشرة. القصيدة التي تُقلق القائل والمُتلقي، وتُفجر أسئلةً لا إجابات». أما سعيد الغامدي فقال: «رفقاً بالقوارير. أسمع في كثير من التعليقات عبارة «عنق الزجاجة»، وخروج المرأة من عنق الزجاجة، و«خذوا عني نصف دينكم من هذه الحميراء»، متسائلاً: هل تصلح الزجاجة بلا عنق، وهل ستحفظ شيئاً إذا لم يكن للعنق غطاء وهل للعنق والزجاجة والغطاء قيمة بلا محتوى»، موضحاً أن القارورة، «تستحق العناية بهيكلها وما بداخلها وعنقها وغطائها ومحتواها كاملاً. المرأة نصف الرجل تكمل نصف دينه وتدخله الجنة بالتربية الحسنة، أملي أن تظل أنثى ولا تسترجل، كما أني أرجو ألا يستنوق الجمل». ثم هنأ الشاعرة قائلاً: «هيه يا هند. أهنيك على هذه التألق وأنت كاريزما من الشعر والفكر». واختتم المداخلات الدكتور عبدالمحسن القحطاتي، معلقاً على المواضيع التي تطرقت إليها الشاعرة في نصوصها، موضحاً أن نصوص الشاعرة «قوية».