في حادث ليس الأول من نوعه في الولاياتالمتحدة الأميركية، أطلق مسلح يدعى كريس هاربر ميرسر النار في كلية «اومبكوا» الجامعية، في منطقة روزبرغ بولاية اوريغون الأميركية، وقتل 10 أشخاص وجَرح 7 آخرين قبل أن تحاصره الشرطة ويطلق النار على نفسه. ونشرت قناة "سي أن أن" الإخبارية على موقعها الإلكتروني مقابلة مع الناجي الوحيد في هذه الحادثة ويدعى ماثيو داوننغ، وهو "المحظوظ الوحيد" كما يطلق عليه، والسبب إنه نجا من هذه الحادثة بعد أن رأى بعينيه كريستوفر هاربر ميرسر وهو يقتل استاذه وزملاءه في الصف. وفي تصريحات أدلى بها دواننغ استرجع الأحداث المفزعة التي عاشها هناك في الأول من تشرين الأول (اكتوبر) الجاري، وكيف نفذ القاتل عمليته ثم قتل نفسه. وقال ماثيو: "بعد بداية الدرس ب 30-40 دقيقة، لم استطع ان ارى شيئاً عندما مشى لأن الضجيج في اذنيَ وصدى الرصاص ما زال قوياً، وعندما رأيته يمشي حاملاً البندقية، فإن الخاطر الاول الذي دار في رأسي ان هذا لا يمكن ان يكون حقيقياً". وأخبر هاربر ميرسر الجميع بأن ينبطحوا أرضاً. وبعد ان انبطح الجميع على الارض، وضع هاربر ميرسر حقيبة ظهر على الطاولة، واخرج منها مغلفاً بداخله ذاكرة تخزين بيانات، وقال ان "الشخص المحظوظ" سيعطي تلك الى السلطات. وتابع ماثيو "نظر إلي (ميرسر) مباشرة وقال: انت ايها الطفل ذو النظارات ستكون المحظوظ الوحيد، ولن اقتلك اذا اعطيت هذه الى المحققين" موضحاً انه نهض عندما اشار اليه هاربر بالبندقية. ويقول داوننغ "عند هذه اللحظة ادركت انني ميت لا محالة، حيث توقف (ميرسر) للحظة ثم اعطاني المغلف وأمرني بالجلوس في المقعد الخلفي ووجهي اليه". وروى داوننغ ان ميرسر "بدأ بعد ذلك باطلاق النار باتجاه الطلاب في وسط الغرفة، وأمر طالباً آخر بالنهوض وسأله: هل انت متدين؟ وقال الطالب انه مسيحي، ثم اطلق عليه النار". وأضاف داوننع: "استمر الامر مع آخر اشار الى انه كاثوليكي، ولم اكن متأكداً مما حدث بعد ذلك له، وتبع ذلك اطلاق نار عشوائي على الجميع في الصف". ويضيف داوننغ انه نظر بعد ذلك وكان مسروراً ان هناك بعض الناجين، لكن هاربر استمر بعد ذلك في القتل. ويتابع دواننغ انه "بعد وصول الشرطة، تحول هاربر وأطلق النار الى الخارج، وقام بتلقيم البندقية مرة اخرى من حقيبة ظهره وتبادل اطلاق النار مع الشرطة قبل ان تطلق الأخيرة النار عليه. وعندما حدث ذلك نزل الى الارض وأطلق النار على نفسه في الرأس". يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعرب عن حزنه وغضبه من عمليات إطلاق النار التي أصبحت «روتينية» في الولاياتالمتحدة. وانتقد عدم تحرك "الكونغرس" لمواجهة هذه الحوادث. وأكد اوباما أنه سيواصل التذكير بالحاجة إلى إصلاح في كل مرة يحدث فيها حادث إطلاق نار. لكن البيت الأبيض استبعد محاولة الإدارة تنفيذ مسعى واسع للسيطرة على الأسلحة النارية من خلال "الكونغرس" الذي يسيطر عليه الجمهوريون. ويعتبر حادث روزبرغ الأكثر فتكاً هذه السنة مقارنة بحادث مقتل تسعة أشخاص في معركة بالأسلحة النارية بين راكبي دراجات نارية في واكو بولاية تكساس في ايار (مايو) الماضي، وتسعة آخرين في هجوم على كنيسة للسود في تشارلستون جنوب كاليفورنيا.