أطلق مسلح يدعى كريس هاربر ميرسر النار في كلية «اومبكوا» الجامعية في منطقة روزبرغ بولاية اوريغون الأميركية فقتل 10 أشخاص وجَرح 7 آخرين قبل أن ترديه الشرطة. وأبدى الرئيس باراك اوباما حزنه وغضبه من عمليات إطلاق النار التي أصبحت «روتينية» في الولاياتالمتحدة. وفتح ميرسر (26 سنة) النار داخل أحد صفوف الكلية، ثم توجه إلى غرف أخرى حيث قتل ضحاياه في شكل منهجي، وفق شهود وصفوا مشاهد الرعب والهلع في الكلية الواقعة بمنطقة خلابة في اوريغون. وقال ستيسي بويلان الذي جرحت ابنته في المجزرة: «لم يرتد المسلح الكلية، وهو أمر الطلاب بالوقوف إذا كانوا مسيحيين ثم أطلق النار عليهم. وأوضح أن ابنته نجت بعدما تظاهرت بالموت، مشيراً إلى أنه أطلق النار على أستاذ من مسافة قريبة. وأفادت الطالبة كاسندرا ويدلينغ بأنها سمعت بين 35 و40 طلقة من صف ملاصق، وشاهدت زميلاً يصاب برصاصة حين فتحت الباب للتحقق من سبب الجلبة. وأضافت: «أقفلنا كل الأبواب وأطفأنا الأنوار، وكنا في حال ذعر واتصلنا بخدمات الطوارئ وبأهالينا لأننا لم نكن نعرف ماذا سيحصل». وباشر المحققون فحص التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي التي يعتقد بأنها تعود لمطلق النار. ورجحت تقارير احتمال إعلان نياته على الانترنت قبل تنفيذ المجزرة في الكلية التي تضم 2300 طالب. كما ذكرت تقارير أخرى أن الشرطة ضبطت 3 مسدسات وبندقية في موقع الهجوم، إضافة إلى هاتف خليوي يعتقد بأنه لمطلق النار الذي ارتدى سترة مقاومة للرصاص. وطوّقت الشرطة أيضاً شقة المسلح في وينشستر التي تبعد نحو 8 كيلومترات إلى شمال روزبرغ، وتحدثت إلى الجيران والأقارب. وفيما تعتبر حوادث إطلاق النار في المعاهد التعليمية على غرار دور السينما والقواعد العسكرية والكنائس واقعاً يقلق حياة الأميركيين، انتقد الرئيس اوباما عدم تحرك الكونغرس لمواجهة هذه الحوادث التي «فقدنا الإحساس تجاهها، فيما نعتبر الدولة المتطورة الوحيدة على وجه الأرض التي تشهد مجازر مماثلة كل بضعة أشهر». وتابع: «أفكارنا وصلواتنا غير كافية، ويجب ألا يصل أشخاص يريدون إلحاق أذى بآخرين إلى سلاح بسهولة في الولاياتالمتحدة»، حيث يحمي التعديل الثاني في الدستور ملكية الأسلحة النارية. وأكد اوباما أنه سيواصل التذكير بالحاجة إلى إصلاح في كل مرة يحدث فيها حادث إطلاق نار، لكن البيت الأبيض استبعد محاولة الإدارة تنفيذ مسعى واسع للسيطرة على الأسلحة النارية من خلال الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون. ويعتبر حادث روزبرغ الأكثر فتكاً هذه السنة مقارنة بحادث مقتل تسعة أشخاص في معركة بالأسلحة النارية بين راكبي دراجات نارية في واكو بولاية تكساس في ايار (مايو)، وتسعة أيضاً في هجوم على كنيسة للسود في تشارلستون جنوب كاليفورنيا. وكانت منشآت تعليمية عدة شددت إجراءات الأمن في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد مجزرة مدرسة «ساندي هوك» الابتدائية في ولاية كونيتيكت عام 2012، حين قتل آدام لانزا البالغ 20 من العمر بالرصاص 26 تلميذاً و6 بالغين. وحصل 142 حادث إطلاق نار في مؤسسات تعليمية أميركية منذ مجزرة «ساندي هوك»، آخرها الأربعاء الماضي، حين أشهر تلميذ تجادل مع مدير مدرسة ثانوية في ولاية داكوتا الجنوبية مسدساً وأطلق النار على المدير في ذراعه، قبل أن يسيطر موظفون عليه. في استراليا، أغلقت الشرطة الشوارع وحذرت الناس من الاقتراب من مقر شرطة نيو ساوث ويلز في سيدني بعد مقتل شخصين بالرصاص، في حادث استبعدت السلطات ارتباط دوافعه بالإرهاب. وأفادت صحيفة «ديلي تلغراف» بأن رجلاً أطلق النار على المقر فأصاب موظفاً في الشرطة، قبل أن يطلق رجال الأمن النار عليه ويردوه. ورفعت استراليا حال التأهب منذ العام الماضي تحسباً لشن متطرفين إسلاميين هجمات في الداخل. وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي، قتِل رهينتان حين اقتحمت الشرطة مقهى وسط سيدني لإنهاء حصار استمر 17 ساعة.