رفضت تونس أن تستخدم القوات الدولية أراضيها كقاعدة عسكرية لشنّ ضربات محتملة ضد مواقع لتنظيم «داعش» على الأراضي الليبية، فيما شدد وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي على أن بلاده «لا تزال تواجه تهديدات إرهابية هدفها ضرب الاستقرار وبث الفوضى». وقال وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني في مؤتمر صحافي مشترك مع الغرسلي أمس، إن «علاقة تونس مع الجزائر علاقة تاريخية ولا يمكن أحداً أن يسيء إليها أو يعكر الأخوة التاريخية بين الشعبين التونسيوالجزائري وأن أمن تونس من أمن الجزائر»، نافياً ما تداولته وسائل إعلام محلية عن توتر العلاقة بين البلدين. وأشار الحرشاني إلى أن التعاون بين بلاده والجزائر بخصوص مكافحة الإرهاب متواصل على رغم الإشاعات المنتشرة. وأوضح أن «التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين يجري على أعلى مستوى»، وذلك رداً على ما نشرته صحف تونسية وجزائرية أمس، حول تهجّم وزير الدفاع التونسي على الجزائر بعد أن قال إن «تونس تواجه تهديداً من الجانب الغربي على الحدود الجزائرية». من جهته، اعتبر وزير الداخلية التونسي أن التهديدات الإرهابية ما زالت تواجه بلاده، مبرزاً أهمية الساتر الترابي الذي أنشأته بلاده على الحدود مع ليبيا (جنوب) للتصدي لتهريب الأسلحة والمقاتلين والبضائع. في غضون ذلك، صرح وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش، في حوار مع موقع «هافنغتن بوست» الدولي، إن انضمام بلاده إلى التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» استخباراتي بالأساس، نافياً أن تشكّل تونس قاعدةً عسكرية لشنّ ضربات دولية محتملة ضد مواقع ل»داعش» في ليبيا. وشدد وزير الخارجية على أن تونس لا تريد خوض معارك جديدة قد تضر بالبلاد، مشيراً إلى أن «التدخل السابق للحكومة التونسية في الشأن السوري وقطع العلاقات هو خطأ ونشاز في تاريخ السياسة الخارجية التونسية» في إشارة إلى قطع الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي للعلاقات مع سورية مطلع عام 2012. واعتبر البكوش أن عودة المقاتلين التونسيين من بؤر التوتر إلى بلادهم «مسألة أمن قومي»، مشيراً إلى أن السلطات الأمنية «ستتبع كل من ثبت تورطه في جرائم إرهابية في الخارج أو اجتاز الحدود خلسة للانضمام إلى جماعات متطرفة فهذه مسألة تهم الأمن القومي ولا يمكن التسامح فيها».