لاحت بوادر صراعات سياسية وعشائرية في الأنبار، مرشحة للتصاعد بعد تحرير الرمادي. ومازالت قوات مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية ومقاتلي العشائر تخوض معارك حذرة لاقتحام مركز المدينة، بسبب مكامن «داعش»، فيما اختار رئيس الوزراء حيدر العبادي قائداً جديداً للعمليات في المحافظة. وتنقسم الأنبار حالياً بين تحالف من شيوخ العشائر شكلوا أخيراً تجمعاً من جهة، والأحزاب من جهة أخرى، وأبرزها «الحزب الإسلامي». وقال سلمان الفهداوي، وهو أحد قادة مقاتلي عشيرة «البوفهد» في الرمادي ل «الحياة»، إن «هناك جهات سياسية، بينها الحزب الإسلامي، تسعى منذ أيام الى تقوية سطوتها في المحافظة مع اقتراب تحرير الرمادي»، وأضاف أن الحزب «أقدم أخيراً على إجراء سلسلة تغييرات إدارية في المحافظة». وأضاف أن «العشائر المنتفضة ضد داعش لم تغادر الأنبار وقاتلت منذ أكثر من عام وقدمت المئات من القتلى والجرحى بسبب موقفها من داعش في وقت كانت المحافظة تخلو من أي سلطة إدارية بعد خروج أعضاء مجلسها»، وأضاف أن الحزب الإسلامي يسعى إلى «مصادرة جهودنا». ومن المقرر أن يعقد «تجمع عشائر الأنبار المنتفضة «لقاءً خلال يومين مع رئيس الوزراء حيدر العبادي لمناقشة تسليح وتدريب أبنائهم والبحث في قضية ما بعد تحرير الرمادي. وعقد رئيس ائتلاف «متحدون للإصلاح» أسامة النجيفي أمس، اجتماعاً مع أعضاء مجلس المحافظة من الحزب الإسلامي الذين ينتمون إلى ائتلاف متحدون، وبحثوا في الأوضاع الأمنية والسياسية في الأنبار. وأوضح بيان للنجيفي أن «المجتمعين بحثوا في ما بعد التحرير، بخاصة موضوع إعمار المحافظة والنهوض بها ومعالجة الآثار السلبية لسيطرة الإرهاب، كما تم البحث في تدريب وتجهيز أبنائها». وأكد النجيفي أن «تحرير الأنبار ودحر تنظيم داعش مهمة وطنية مقدسة وواجب ينبغي على الجميع أن ينهض به بما يتفق مع تاريخها العريق». ودعا إلى «ضرورة تدريب وتسليح أبناء العشائر بما يتناسب مع التحديات، فهم يخوضون معارك مصير من أجل التحرير والكرامة»، وأشار إلى «الأهمية البالغة لمرحلة ما بعد التحرير وضرورة الاهتمام التفصيلي بحياة المواطن وبناء المحافظة وترسيخ قيم الحق والعدالة». الى ذلك، قرر العبادي أمس تعيين اللواء الركن إسماعيل المحلاوي قائداً لعمليات الأنبار، وقال مصدر أمني إن المحلاوي «سيخلف القائد السابق اللواء الركن قاسم المحمدي». وقالت مصادر مقربة من الحكومة إن السبب هو الإصابة التي تعرض لها اللواء المحمدي الشهر الماضي خلال معارك تحرير الرمادي، ولكن مصادر عشائرية ومحلية قالت إن خلافاً وقع بين التحالف الدولي واللواء المحمدي وراء إبعاده عن قيادة العمليات، وأعلنت وزارة الدفاع منحه منصباً إدارياً في مقر الوزارة.