أعلن مصدر أمني عراقي، امس، استمرار هجمات عناصر تنظيم داعش على مصفاة بيجي، وقال: إن" النيران ما زالت مشتعلة في الخزانات وأنه لا وجود لخطر سيطرة داعش عليها حاليا حيث إن القوات تؤمن طريق التموين بالعدة والعتاد عن طريق الجهة الجنوبية فضلا عن انتشار القطعات على الطريق المؤدية الى بيجي"، ونفذت طائرات التحالف، الذي تقوده الولاياتالمتحدة، 26 غارة ضد داعش في العراق، فيما اكدت واشنطن انها لن نسمح لداعش باحتلال الأنبار. كان تنظيم داعش قد شن هجوما على المصفاة ليل أول امس الاحد من جهة الشرق في المنطقة المحاذية لجبل مكحول، وان اشتباكات جرت بمختلف انواع الاسلحة نتج عنها احراق خزانات نفط جديدة مع احتفاظ الطرفين بمواقعهما. "أحداث الثرثار" وتفاقمت "أحداث الثرثار"، إذ رأى البعض أن ما جرى كان "حربا إعلامية" من قبل "أعداء العراق"، في حين شهدت الساحة السياسية تصعيدا بين رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وقائد "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، على خلفية المعارك في الأنبار ومشاركة المتطوعين الشيعة فيها. وقال نائب رئيس الوزراء، بهاء الأعرجي، إن ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية "ما هو إلاّ حرب إعلامية من أعداء العراق الدواعش" على حد وصفه، مضيفا أن الهدف هو "كسر معنويات الجيش والشعب" مضيفا أن جبهات القتال، بما فيها الرمادي، مسيطر عليها، بالتزامن مع مطالبات باستجواب وزير الدفاع العراقي وقائد العمليات المشتركة في الأنبار على خلفية الأحداث التي قيل إنها أدت إلى مقتل عدد من الضباط الكبار، بينهم قائد الفرقة الأولى وآمر اللواء الأول. وفي السياق، برزت المواقف المتعارضة بين رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وقيس الخزعلي، قائد ما يعرف ب"عصائب أهل الحق"، التي تعتبر واحدة من أكبر المجموعات الشيعية المسلحة بالبلاد، إذ قال إنه "ليس من حق أحد تنصيب نفسه زعيماً للجيش والحشد الشعبي"، متحدثا عن "جيش على الانترنت يعمل على قتل وتهجير العراقيين من خلال حملة كذب ودجل وتهويل، ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن الخزعلي تحذيره للعبادي من الخضوع لما وصفها ب"الضغوط الأمريكية والبريطانية التي تمنع مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في تحرير الأنبار،" كما حذر من "خطر الإرهاب على محافظة كربلاء المقدسة." وحذر الخزعلي من تداعيات عملية "الثرثار" مضيفا أن ما يجري في الأنبار من تدهور أمني "لا يشكل خطرا على الأنبار وعلى العاصمة بغداد فحسب، بل على مدينة كربلاء المقدسة" مؤكدا أن الحشد الشعبي "لن يسمح بمثل هذه المخاطر ولن يلتزم الصمت والسكون تجاهها." الموقف الامريكي من جهته، أكد السفير الأمريكي في العراق، ستيوارت جونز، لنائب رئيس الجمهورية، أسامة النجيفي، أن "بلاده لن تسمح أبداً بسيطرة تنظيم داعش على الأنبار، وقد كثفت هجماتها الجوية من أجل إنزال أفدح الخسائر بالإرهابيين". وجاء ذلك اثناء استقبال النجيفي لجونز في مكتبه ببغداد، الاثنين. وذكر بيان أصدره المكتب الإعلامي للنجيفي أنه جرى خلال اللقاء مناقشة مستفيضة للوضع السياسي والأمني وتطوراتهما، وبخاصة معارك الأنبار وتسليح المتطوعين من أبناء العشائر والاستعدادات لمعركة تحرير نينوى. وشدد نائب رئيس الجمهورية العراقي على أهمية تسليح العشائر وزيادة الدعم الذي تقدمه الولاياتالمتحدة إلى العراق، سواء عن طريق زيادة الجهد الجوي أو الإسراع في تزويد العراق بالأسلحة المناسبة لدحر "داعش". كما أكد للسفير الأمريكي دعمه لجهود رئيس الوزراء، حيدر العبادي، في مجال تنفيذ فقرات الاتفاق السياسي وتشريع القوانين التي تضمن تحقيق الشراكة والتوازن.