كشف المدير العام التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الدكتور توفيق خوجة أن الاتحاد العالمي للصحة النفسية أظهر في تقرير جديد أن نسبة انتشار الاضطرابات النفسية على مدى العمر تراوح بين 12.2 و48.6 في المئة. وأوضح خلال مشاركته في حفلة أقيمت في مناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية في الرياض أخيراً، أن «العبء العالمي من الاضطرابات النفسية والعصبية والإدمانية يشكل 14 في المئة من المرض العالمي، وهو السبب في 31.7 في المئة من حالات العجز، ومسؤول عن 1.2 مليون وفاة كل عام». وأشار خوجة الى أن الضوائق النفسية في الشرق الأوسط تراوح بين 15.6 و35 في المئة، وترتفع تلك المعدلات في البلدان التي تواجه أوضاعاً معقدة، وهكذا فإن الوضع الاقتصادي يوضح أن الاضطرابات النفسية تستدعي 20 في المئة من إجمالي كلفة الخدمات الصحية. فيما تمثل موازنة الصحة النفسية اثنين في المئة فقط من إجمالي النفقات الصحية في معظم الدول. ولفت المدير العام التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في الخليج إلى أن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون نفذ مراجعة «متأنية» لأولويات السياسات والأنظمة الصحية في دول المجلس، مبيناً أن الخدمات العلاجية لهذه النوعية من الأمراض تقدم الكثير من المنافع للمرضى والمستحقين، إلا أن أعباء وكلفة الأمراض النفسية باهظة الثمن اقتصادياً واجتماعياً وصحياً. وزاد أن «الاعتلالات النفسية تمثل عبئاً ثقيلاً على الأشخاص والأسر والمجتمعات من مختلف النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية. كما أن التصدي لها والوقاية منها يُعتبر التزاماً أخلاقياً ووطنياً ضمن منظومة الرعاية الصحية المتكاملة». وبين الدكتور توفيق خوجة أنه ومنذ مطلع هذا القرن والعالم يدرك مدى تنامي مشكلات الرعاية النفسية الصحية، خصوصاً الاكتشاف المبكر والمتابعة وتقديم الرعاية الملائمة لمثل هذه النوعية من المرضى وإدخال المفاهيم الحديثة للأنظمة الصحية لرعايتهم، وتعزيز نظام الإحالة بين مختلف مستويات الخدمة الصحية. وأكد خوجة أن «تقارير منظمة الصحة العالمية تشير إلى وجود 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون في مرحلة ما من مراحل حياتهم من أحد أنواع الأمراض النفسية»، لافتاً إلى أن الأمراض النفسية والعصبية هي من العوامل ذات الأهمية الكبرى التي تسهم في المرض بنسبة تصل الى 13 في المئة، وأن انتشار الاضطرابات النفسية أصبح ضريبة هائلة يتكبدها المجتمع الدولي، ما يسبب البؤس الإنساني والعجز والخسارة الاقتصادية».