كشف ل«عكاظ» عدد من الأطباء النفسيين والمختصين، أن الاكتئاب يمثل 20 في المائة من الأمراض النفسية، والقلق 35 في المائة، واضطرابات النوم 40 في المائة في المجتمع السعودي، مؤكدين أن المسح الوطني للصحة النفسية وضغوط الحياة الذي ينفذه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة غداً، بمشاركة جهات صحية وعلمية وعالمية، يحدد حجم انتشار الأمراض النفسية ودعا الأطباء النفسيون والمختصون لإعطاء الأمراض النفسية مساحات أكبر من البرامج التوعوية والاهتمام في ظل تزايد الاضطرابات النفسية غير الطبيعية التي تستوجب التدخل الدوائي مثل الاكتئاب، القلق المرضي واضطرابات النوم، مشيرين إلى أن نقص الوعي بالأمراض النفسية والخجل المرتبط بتشخيص هذه الأمراض، شكل أهم العوائق المؤدية لعدم التشخيص الصحيح لها وحرمان المرضى من الحصول على العلاج المناسب. وأكدوا على أهمية المسح الوطني للصحة النفسية وضغوط الحياة الذي ينفذه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، بمشاركة جهات صحية وعلمية وعالمية ويدشن برنامجه في الرياض غداً تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، ويهدف لتقدير الأمراض النفسية في مختلف مناطق المملكة، معدلات انتشار الحالات النفسية وحجم الإعاقة الناجمة عن الأمراض النفسية. ورأى المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق خوجة، أن الاضطرابات النفسية تصيب واحداً من كل أربعة أشخاص في المجتمع الإنساني، علاوة على وجود 500 مليون شخص مصابين بهذه الاضطرابات، يعانون من التمييز والوحدة والإهمال، العلاج مستوف لهم لكن لا يستخدمونه بسبب قلة فهمهم، ما يؤدي لاستمرار الإهمال. من جهته قال استشاري الطب النفسي الدكتور محمد شاووش «إن الأمراض النفسية في تزايد على المستوى العالمي، ووفق منظمة الصحة العالمية يحتل مرض الاكتئاب المرتبة الخامسة من مجمل الأمراض، بينما في عام 2020 يكون الأول بين النساء والخامس بين الرجال والثاني بين الجنسين بعد أمراض القلب». وأرجع استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، توسع دائرة الأمراض النفسية، لعدة عوامل، وقال «إن إيقاع الحياة السريع أدى لانتشار القلق والتوتر»، موضحا أن نسبة انتشار الاكتئاب بين النساء تتراوح ما بين 15 إلى 20 في المائة، والرجال ما بين 10 إلى 20 في المائة، باعتبار النساء عرضة للتغيرات الهرمونية الفيسولوجية وظروف الحمل والولادة والرضاعة والطمث والضغوط النفسية، أما الرجال فهم أكثر عرضة لضغوط العمل والمسؤوليات الاجتماعية. ويقترح د. الحامد، وضع برامج توعوية تهدف لتعريف أفراد المجتمع بمضاعفات هذه الأمراض، مضيفاً أن الفرد يتحمل 75 في المائة من مسؤولية زحف الأمراض المكتسبة بعدم تقيده ببرامج التوعية واستهتاره بالمضاعفات المترتبة بسبب غياب الوعي الصحي. واعتبر استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في صحة الحرس الوطني في جدة الدكتور أيمن بدر كريّم، أن اضطرابات النوم تشكل أهم إفرازات الأمراض النفسية وتمثل 40 في المائة من الحالات. وكشف استشاري الأمراض النفسية الدكتور ابوبكر باناعمة، أن الإحصاءات النفسية بينت إن 60 في المائة من مرضى الاضطرابات النفسية هم من شريحة الشباب، كما أن نقص الوعي بالأمراض النفسية بجانب الخجل المرتبط بتشخيص هذه الأمراض شكل أهم العوائق المؤدية لعدم التشخيص الصحيح لها وحرمان المريض من الحصول على العلاج المناسب، داعياً لتفعيل البرامج النفسية وتكثيف الوعي بأهمية التشخيص للحد من انتشار الأمراض النفسية. وحول ارتفاع نسب المصابين بالقلق والتوتر في المجتمع السعودي يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد براشا «يمثل القلق النفسي المرتبة الأولى في الانتشار بين الأمراض النفسية، ولابد التفريق بين القلق الطبيعي المرغوب كقلق أيام الامتحانات أو إنجاز مهمة، وبين القلق المرضي الذي يحتاج لتدخل الأطباء النفسيين ويستوجب العلاج الدوائي».