أشاد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة بالتوجه الذي أعلنه وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة نحو إصدار نظام الصحة النفسية قريباً وذلك على هامش عقد الاجتماع الأول للجنة الوطنية لرعاية المرضى النفسيين. وقال إن صدور هذا النظام سيسهم بشكل كبير في تجويد وتحسين خدمات الصحة النفسية المقدمة لهذه الفئة وسيساعد على تنظيم العلاقة بين المريض والمنشأة الصحية والمعالج النفسي والعمل على أهمية حفظ حقوق المرضى وحسن خدمتهم وضمان سلامتهم. وبيّن الدكتور خوجة أن هذه المبادرة تعد الأولى من نوعها على مستوى دول مجلس التعاون وإقليم شرق المتوسط كما تأتي في إطار التوجيهات السديدة من لدن ولاة الأمر حفظهم الله نحو أهمية تجويد الخدمات الصحية وسلامة المرضى عموماً والنفسية خصوصاً. وأوضح الدكتور خوجة بأن تقرير عبء المرض العالمي لعام 2001م قد ركز على أن الأمراض النفسية والعصبية هي في الحقيقة من العوامل ذات الأهمية الكبرى التي تسهم في المراضة بنسب وصلت إلى حوالي 13%، ولقد أثبتت بعض الدراسات الواردة في تقرير برنامج الإجراء العالمي للصحة النفسية الصادر عن الصحة العالمية لعام 2002م أن الاضطرابات النفسية تستنفذ ما يزيد على 20% من إجمالي تكاليف الخدمات الصحية في الوقت الذي تمثل ميزانية الصحة النفسية أقل من 2% من أجمالي النفقات الصحية في معظم البلدان، وأشار إلى أن المكتب التنفيذي قد استحدث خلال الآونة الأخيرة برنامجاً خليجياً للرعاية والصحة النفسية وذلك لمتابعة ما تم تنفيذه على مستوى الدول الأعضاء حيث أتضح وجود تقدم ملحوظ في تطور الخدمات النفسية بمعظم دول المجلس فيما يتعلق بإصدار أو إعداد مشروع أو نظام للصحة النفسية وزيادة عدد الأسرة للمرضى النفسانيين وزيادة الاستعداد لبناء المستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة بالصحة النفسية، وتكثيف برامج التوعية النفسية في المجتمع، وتطوير الكوادر العاملة في مجال الصحة النفسية، كذلك استعراض الخطط الوطنية لتطوير خدمات الصحة النفسية بكل دولة، ومتابعة ما تم بخصوص الدليل الاسترشادي للصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية، وتعزيز الرعاية النفسية للصحة الأولية ضمن خدمات مراكز الرعاية الصحية الأولية. وفي ختام تصريحه أعرب مدير عام المكتب التنفيذي عن أمله في أن تثمر كل هذه الجهود في الارتقاء بوعي المواطن الصحي والنفسي والاجتماعي للوقاية من هذه الأمراض ومحاولة علاجها في بدايتها قبل أن تستفحل المشكلة لا قدر الله، منوهاً بأنه يجري حالياً التنسيق مع المسؤولين في وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية نحو عقد اجتماع خليجي إقليمي لتنفيذ حلقة عمل تشاورية في هذا المجال للسعي نحو إعداد وثيقة وخطة خليجية تنفيذية للعشر سنوات القادمة تعالج هذه القضية بصورة أكثر شمولية وتكاملية وتعزيز دور الرعاية الصحية الأولية فيها.