تظاهر مئات اللبنانيين مساء اليوم (الخميس) في وسط بيروت في اطار حركة احتجاجية مستمرة منذ حوالى شهرين ضد أداء الطبقة السياسية وعلى خلفية أزمة النفايات التي تهدد الصحة العامة مع بدء سقوط الأمطار. ويتخوف اللبنانيون مع استمرار تكدس النفايات عشوائياً في المناطق السكنية وفشل الحكومة في اتخاذ إجراءات عملية، من انتشار الأمراض لا سيما الكوليرا. وقال أحد المشاركين في التظاهرة لوكالة "فرانس برس": "القضية ليست سياسية بل قضية صحة بلد بأكمله"، متوجها الى اللبنانيين بالقول: "ألا تخافون على أطفالكم من انتشار الأمراض؟". وأعلنت بلدية بيروت الأربعاء سلسلة إرشادات لتجنب التقاط الأمراض المتنوعة، ولا سيما الوقاية من مرض الكوليرا"، جراء استمرار أزمة النفايات داعية السكان الى التقيد بها. وانتقد أحد الناشطين في كلمة ألقاها باسم حملة "طلعت ريحتكم" إحدى أبرز المجموعات المدنية المنظمة للتظاهرات، تقاعس المسؤولين عن إيجاد حلول لأزمة النفايات. وقال: "يماطلون (السياسيون) ويناورون حتى حل الشتاء منذراً بكوارث بيئية"، مؤكدا رفض اللجوء الى المطامر التي تفتقد للشروط الصحية في المناطق. وأفاد مصور لوكالة "فرانس برس" في المكان بأن مئات المواطنين شاركوا في التظاهرة التي بدأت سلمية قبل أن تتخللها صدامات مع القوى الأمنية لدى محاولة المتظاهرين إزالة حواجز وعوائق وضعت لإغلاق الطريق المؤدية الى ساحة النجمة حيث مقر البرلمان اللبناني. واستخدمت القوى الأمنية خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الغاضبين. وتشهد بيروت منذ نهاية تموز (يوليو) تحركات احتجاجية على خلفية أزمة النفايات التي تكدست في شوارع العاصمة ومحافظة جبل لبنان بعد إقفال مواطنين مطمراً رئيساً كانت تنقل اليه. ومنذ ذلك الحين يتم جمع النفايات بشكل متقطع وترمى في أماكن عشوائية من دون معالجة وفي شروط تفتقر إلى أدنى معايير السلامة الصحية. وتدرجت مطالب المتظاهرين من رفع النفايات إلى وقف الفساد والهدر ومحاسبة المسؤولين عن الشلل الذي يعتري إدارات الدولة. وعلى رغم وضع الحكومة اللبنانية خطة في العاشر من أيلول (سبتمبر) لاحتواء أزمة النفايات، لكنها لم تباشر بتطبيقها لأسباب عدة بينها اعتراض الأهالي والناشطين على إقامة مطامر في مناطقهم.