لندن، لاهاي، بلغراد - أ ف ب، يو بي أي - أعتقلت الشرطة البريطانية الرئيس السابق للبوسنة والهرسك، أيوب غانيتش، لدى محاولته مغادرة البلاد عبر مطار هيثرو اثر زيارة امتدت لأيام، وذلك تنفيذاً لطلب من حكومة صربيا التي تتهمه بالاضطلاع مع 18 مسؤولاً بوسنياً آخرين بدور رئيس في هجوم شن على قافلة لجيشها في سراييفو في أيار (مايو) 1992، وأدى إلى مقتل أكثر من 40 جندياً. ونقلت صحيفة ديلي ميل عن شرطة «سكوتلنديارد» قولها إن «غانيتش (63 سنة) اوقف على خلفية مؤامرة مزعومة لقتل جنود صرب جرحى في خرق فاضح لمعاهدة جنيف. وقُدّم إلى محكمة وستمنستر وسط لندن والتي أمرت بسجنه على ذمة التحقيق مدة أربعة أسابيع، في انتظار اجراءات تسليمه». وشغل غانيتش منصبي نائب الرئيس ورئيس اتحاد البوسنة والهرسك بعد انفصاله عن يوغوسلافيا السابقة في بداية الحرب التي قتل فيها 100 ألف شخص خلال الفترة بين عامي 1992 إلى 1995. وأوقفت السلطات الاسبانية في التيا (شرق) الصربي فيسيلين فلاهوفيتش الذي يشتبه بارتكابه اكثر من مئة جريمة قتل خلال حرب البوسنة. وأوضحت ان الموقوف يعرف ايضاً باسم «وحش غربافيتشا» (احد أحياء سراييفو)، وأن ثلاث مذكرات توقيف دولية صدرت في حقه بتهم ارتكاب جرائم ابادة. وأقام فلاهوفيتش شرق اسبانيا مستخدماً اوراقاً ثبوتية بلغارية مزورة، وأوقفته السلطات قرب منزله بعدما «قاوم بشدة»، علماً انه متهم ايضاً بجرائم عدة، بينها تنفيذ هجوم مسلح على مقهى في مونتينيغرو في 15 ايار (مايو) 1998، وإطلاق النار في تصفية حسابات في مونتينيغرو. في غضون ذلك، تابع الرئيس السابق لجمهورية صرب البوسنة المعلنة من جانب واحد رادوفان كرادجيتش لليوم الثاني على التوالي، دفاعه امام محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، والتي تتهمه بتنفيذ «تطهير عرقي» خلال حرب البوسنة. ويستدعي الادعاء اليوم اول شاهد في القضية. وأشار كرادجيتش الى ان «حوادث حصلت بين مجموعات اسلامية وكرواتية وصربية في البوسنة في ربيع 1992، أي قبل اندلاع الحرب، ساهمت في توتر الوضع، في وقت استعد مسلمو البوسنة لإعلان استقلالهم عن الاتحاد اليوغوسلافي». وأعطى مثالاً على ذلك اغتيال صربي خلال احتفاله بزواجه عبر اطلاق الرصاص على شقته في سراييفو. وتابع: «في الأول من نيسان (ابريل) 1992، لم يقتل في انحاء البوسنة الا الصرب، فيما يحملني المدعي العام المسؤولية ويتهمني بتطبيق سياسة الذهاب الى الحرب». وتطرق كرادجيتش الى ليل الخامس من نيسان 1992، عشية بدء الحرب في البوسنة، وقال: «خلال الليل، اجتاح الرعب سراييفو، ما جعلها اسوأ ليلة في حياتي»، مؤكداً ان المواجهات بين القناصة قسمت العاصمة البوسنية التي خضعت لحصار استمر 44 شهراً. وفي بلغراد، اعلن نائب رئيس الوزراء الصربي بوزيدار دييليتش المكلف الملف الأوروبي بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان بلاده لن تعترف بكوسوفو «مباشرة او غير مباشرة»,، لكن «تسوية تاريخية لا تزال ممكنة»، علماً ان كوشنير كان زار عاصمة كوسوفو بريشتينا ايضاً لحض الطرفين على ايجاد حلول «مبتكرة للتعايش»، مجدداً تأكيد رغبة الطرفين في الانضمام الى الاتحاد الأوروبي. وقال الوزير الصربي: «تفهم فرنسا مشجع للديموقراطيين الصرب، كما ان الواقع على الأرض ورغبة الاتحاد الأوروبي في نيل دول البلقان عضويتها يقوداننا الى ايجاد تسوية بين بلغراد وبريشتينا والتي يجب ان تحصل عبر حوار. وكان كوشنير دعا في بريشتينا الكوسوفيين الى تنفيذ مبادرات تهدئة في اتجاه الصرب «تظهر ان لا غالب او مغلوب في كوسوفو» التي يعيش فيها حوالى 120 الف صربي، داعياً الى توفير وضع حماية للمواقع الدينية الارثوذكسية الصربية في كوسوفو.