تجاوز مشروع تطوير جبل القارة «نفق التعثر»، الذي دخله منذ بدء العمل في المشروع قبل 9 أعوام. إلا أن رئيس اللجنة السياحية في «غرفة الأحساء» رئيس اللجنة الوطنية للسياحة في مجلس الغرف السعودية عبداللطيف العفالق، أكد أمس الانتهاء من جميع الأعمال الإنشائية الخاصة في المشروع. وقال: «يجري حالياً إنهاء بعض الأعمال المتعلقة بجهات رسمية، لافتتاح المشروع رسمياً بداية السنة الميلادية الجديدة 2016». وينفذ المشروع في أحد أبرز المعالم السياحية في محافظة الأحساء: جبل القارة، وكان من المؤمل أن يحدث نقلة نوعية في السياحة، إلا أن تعثر تنفيذه طوال الأعوام الماضية، دفع أمانة الأحساء والمجلس البلدي إلى التلويح بسحبه من الشركة المنفذة، التي أطلقت وعوداً متكررة لتسليم المشروع، وتجاوز العقبات. وقال العفالق في تصريح صحافي أمس: «إن المشروع يشمل مبنيين، يقعان على مساحة تقدر ب4 آلاف متر مربع، تحوي ثلاثة أدوار، ومرافق تضم مقاهٍ ومواقع ترفيهية للفعاليات والمؤتمرات وجلسات خارجية»، مبيناً أنه تم التركيز على «توفير الخدمات السياحية الترفيهية، بما يتناسب مع المكانة التاريخية والثقافية لجبل القارة، والذي يحمل عمقاً تاريخياً ثرياً». وأشار رئيس اللجنة السياحية في «غرفة الأحساء» إلى أن المشروع أخذ في عين الاعتبار «تعزيز الهوية الثقافية الأحسائية»، لافتاً إلى أنه سيوفر وظائف عدة في أقسام مختلفة، للنساء والرجال على حد سواء. وفي موضوع آخر، كشف العفالق عن تخصيص مبلغ 150 مليون ريال، لتنفيذ مشروع «حصن المشقر» السياحي، داخل أرض متنزه «مشتل الأحساء»، مع امتداد الطريق الرابط بين بلدتي الحليلة والقارة «شرق الهفوف» التابعتين للأحساء، وذلك لكامل مراحل المشروع، وسيحتضن مختلف المهرجانات والفعاليات الثقافية والترفيهية، وإقامة الاجتماعات والملتقيات والمعارض، مبيناً أن هناك خطة عمل للإسراع في وتيرة أعمال المشروع، وذلك مع مطلع العام الميلادي المقبل. وبيّن أن التصاميم الهندسية والفنية لمشروع المشقر، تحاكي استعادة الموقع التاريخي «حصن المشقر»، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى للمشروع تتضمن حصناً للفعاليات، ومسرحاً في الهواء الطلق، ومبنى القصر وفيه قاعات بتجهيزات الصوت والصورة، ومنطقة للفعاليات، والمنطقة الخضراء «الأشجار»، ومنطقة نادي الشباب، ونزلاً ريفية في المراحل الأخرى. وتقدر المساحة الإجمالية للمشروع ب 275 ألف متر مربع، لافتاً إلى أن توقيت انتهاء المراحل في المشروع مرتبطة ب «التمويل» المالي، والقروض الحكومية. يُذكر أن جبل القارة يقع وسط غابة من النخيل والبساتين والمزارع شرق مدينة الهفوف، حاضرة الأحساء على بعد نحو 13 كيلومتراً. ويعتبر من أشهر المعالم الأثرية والتاريخية التي تزدحم بالمصطافين على مدار السنة من داخل محافظة الأحساء وخارجها. وقررت أمانة الأحساء تحسين المواقع حول الجبل ومدخله، إذ يتبع الجبل مواقع لا تقل أهمية عنه من ناحية التكوينات الجميلة والرائعة، منها رأس القارة، وجبل أبو جيص، وغيرها، وهي مواقع أكدت الدراسات الاستثمارية جدواها في الجوانب السياحية، وطالبت باستغلالها بشكل أمثل، ما دفع الأمانة إلى توقيع عقد تطوير الجبل مع إحدى الشركات قبل نحو 9 أعوام. وطالب المجلس البلدي في الأحساء في وقت سابق، بسحب مشروع تطوير جبل القارة، وإلغاء العقد المبرم مع الشركة المنفذة التي تجاوزت المدة الزمنية المحددة لإنجاز المشروع، ولم تتمكن من تحقيق نسب إنجاز مرضية. وجاء طلب سحب المشروع بحسب ما أكده رئيس المجلس البلدي ناهض الجبر، الذي قال قبل نحو عام: «إن الإهمال يغتال حلم استثمار وتطوير جبل القارة من الشركة المنفذة، التي ضربت باتفاقها عرض الحائط، إذ مضت 8 سنوات من توقيع العقد، ولم تنفذ سوى جزء من القسم الخارجي، وهناك شكوك حول كفاءتها الفنية والتنفيذية». بيد أن الرئيس التنفيذي لشركة الأحساء للسياحة والترفيه عبداللطيف العفالق، أكد حينها أن الشركة بدأت العد التنازلي لافتتاح مشروع «تطوير جبل القارة»، إذ تم إنجاز نحو 80 في المئة من المشروع، والذي سيكون ركناً أساسياً مهماً في السياحة الثقافية والتاريخية في المنطقة». ولكنه أقر بتأخر المشروع، عازياً ذلك إلى مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية، منها «متطلبات التطوير وتبني الشركة إبراز الهوية التاريخية للأحساء»، موضحاً أن تغيير استراتيجية الدولة خلال السنوات الثماني الأخيرة من عمر هيئة السياحة والآثار في مقدم هذه الأسباب التي انعكست على الصعيد الداخلي، وأدت إلى زيادة رأسمال الشركة من 16 مليون ريال إلى 50 مليوناً، وإعادة درس حاجة السوق السياحية في الأحساء، إذ استوجبت هذه الدراسة زيادة الاستثمار في مشروع الجبل من مليوني ريال وحتى 60 مليوناً.