تقف كل يوم حاملة بين يديها مقلمتها الرصاص ترسم أحياناً وتمحي أحياناً، تحب أن تصف ما تشعر برسوماتها، وأن تصف مواقفها اليومية بها، وتشعر بالسعادة عندما تشاركها عبر حسابها في موقع «إنستغرام»، الذي تعبر من خلال رسوماتها عن الكثير من المواقف والمشاعر التي يمر بها الإنسان في الأفراح والأحزان، وغالباً ما تلون رسوماتها بالأفراح، والجميل في الأمر أن المتابعين (يبتسمون) خلال تصفحهم حسابها. ولم تبدأ أسيل القيسي ( 19 عاماً) عبر هذا الموقع أولى خطواتها، ولم تتوقف منه، ولكنها تحب أن تستمر وتبدع وتشارك الآخرين مشاعرهم، فمنذ أن كانت في المرحلة الثانوية، وهي تحمل مرسمتها لتحول كل أفكارها من رسمة إلى صورة (رقمية). وعلى رغم كثرة المنافسين إلا أن أسيل تلقت الدعم الأول من زميلاتها وزملائها من الرسامين تقول: «بدايتي في عالم الرسم كانت بدعم المشاركين لي في أحد برامج الرسم الرقمي، وهي كانت المرحلة الأولى، وأحسست حينها بشعور قوي يجعلني أتقدم في كل مرة، ولا ألتفت للوراء البتة». وتضيف: «على رغم المنافسة القائمة بيننا آنذاك، إلا أن ذلك لم يقف عائقاً بين دعمهم لي واهتمامهم بمشاركتي لرسوماتي في موقع «إنستغرام»، بل الحماس ومنافسة نفسي كانت أولى اهتماماتي بأن أصر على النجاح، وأتقدم بشكل يرضيني ويجعلني أفخر بذاتي بشكل جيد وجميل». لم تعتقد أسيل أن رسوماتها قد تلقى صدى، ولكن بعد أن تلقت دعم عدد من المتابعين بدأت بمشاركة جميع رسومها من خلاله تقول: «الصدى الأكبر الذي تلقته رسوماتي كان من فئة التجار المهتمين بالدعاية والإعلان». وتحب وصف مهنة الطب عبر رسوماتها بطريقة مختلفة وجميلة، حيث لهذا المهنة الشريفة بالنسبة إليها حلم عظيم طالما تنتظره وتحصد وتتعلم لترتدي الزي الأبيض، (تبتسم) قائلة: «كنت أعالج الحيوانات الأليفة في طفولتي وأشعر بسعادة حينما أراهم يتعافون بسرعة». الجميل في رسومات أسيل بأنها توصل رسائل إيجابية لجميع الفئات والأعمار، وعلى رغم ارتفاع عدد متابعيها إلى 12 ألف متابع، إلا أن وصفها الدقيق من خلال الجميع ما بين الخيال والواقع في رسمتها الفتاة التي تغمض عينيها، وتحلم بأنها في باريس، وأخرى تصف ما يحدث في مخيلتها، وتلك التي تبكي بسبب انتهاء الإجازة وهي غارقة في بحر من الدمع وعينيها ممتلئة بالماء يعبر بشغف تلك السعادة التي تحولها أناملها لواقع. وعلى رغم خوفها من الدماء إلا أنها تتمنى أن تلقب كما كانت تلقب في صغرها بالطبيبة وتطمح إلى الوصول للعالمية عبر رسوماتها.