تفاصيلها في الرسم دقيقة تجعلك تذهب بعيداً لعالم مختلف عند رؤيتها من الخطوط والألوان والطبيعة الحقيقية والشخصيات التي تجذبها لرسمها، وعلى رغم صغر سنها إلا أنها بدأت صغيرة جداً الإمساك بالقلم والرسم على اللوحات البيضاء لتدهش أسرتها برسم غير اعتيادي وأكبر من عمرها، وتحقق حلمها وفخرها بأنها رسالة كبيرة بعمر صغير، لم يصدق الكثيرون موهبة الرسامة الصغيرة سديم العسيري (14 عاماً) إلا حينما يشاهدونها ترسم وتخطط وتعبّر وتنسج مشاعرها على الورقة البيضاء من دون توقف، تقول: «منذ كان عمري 5 أعوام وأنا مع الرسم حكاية عظيمة أفخر بها وأحب الحديث عنها دوماً، فهي الخيال الذي يخرج من عقلي ليظهر للعالم غير مصدقين بموهبتي، وفي المقابل لا أعير اهتماماً لمن ينفي موهبتي ولا يصدقني البتة، ولكن مع كل المواقف التي مررت بها إلا أنها تجعلني أقدم شيئاً مختلفاً ومميزاً ورائعاً في كل مرة». وتضيف: «أسرتي سهرت على دعمي وتشجيعي، والمدرسة واصلت ذلك الدعم بكل سعادة وميزتني عن بقية الطالبات، إذ تحاول أن تحقق كل ما أحتاجه من دعم وتكريم وتحفيز حتى متابعيّ في موقع آنستقرام يتواصلون ويرسلون الكثير من كلمات الإعجاب والثناء، ولي عدد من الرسومات شاركت بها في معارض المدرسة وهذا جزء من دعمي، والحمد لله لم أواجه الصعوبات خلال مسيرتي». تحب سديم رسم «البورتريه» لأنه الرسم الذي بدأت فيه بعمر صغير وأصبحت تتقن رسم كل الوجوه، ولم تتأثر برسام مشهور معين، ولكنها متابعة لجميع الرسامين بلا استثناء وتتشوق دوماً للمزيد، وتطمح إلى المشاركات المحلية والدولية في المستقبل. تجد سديم الدعم والتشجيع والشكر من الشخصيات البارزة بعد رسمها، وتقول: «أول فنانة عربية رسمتها هي بلقيس لأنني معجبة بصوتها العذب وهي شخصية رائعة، وبالنسبة إلى الرسم التجاري سأكون مستعدة إذا تهيأت الظروف لذلك، إذ لا أجد وقت فراغ إلا بعد الدراسة، وأجد الكثير من متابعيّ يساعدون في النقد البنّاء، فهو يشجعني على الاستمرار في مجال الرسم، وإذا كانت هناك سلبيات للتعليقات فهي بالطبع تجعلني أقف دوماً في الأمام». تتمنى سديم في المستقبل أن تصبح رسامة عالمية، وتنصح كل موهوبة صغيرة بممارسة موهبتها في الصغر، وألا تدفنها، وأن تتحدى كل الصعوبات التي ربما تواجهها من كل الأشخاص، وتظهر موهبتها للجميع وتثبت أنها هنا.