نيويورك - أ ب، رويترز، أ ف ب - أكدت طهران وواشنطن أمس، ان الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تصافحا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وشددت طهران على أن المصافحة التي تُعتبر سابقة منذ الثورة الإيرانية عام 1979، كانت «عفوية»، لكن أصوليين طالبوا ب»اعتذار» عما اعتبروه «انتهاكاً لخط أحمر»، ودعوا إلى فتح «تحقيق» في الأمر. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إيراني بارز إن «المصافحة حدثت بعد خطاب (الرئيس الإيراني حسن) روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين»، مضيفاً: «لم يكن الأمر مخططاً إطلاقاً، وحدث خلال ثوانٍ، وقدّم كل منهما التحية للآخر أيضاً». الموقع الإلكتروني للخارجية الإيرانية نقل عن مصدر مقرّب من الوفد الإيراني نفيه أن يكون اللقاء بين أوباما وظريف مخططاً له، مؤكداً أن «المصافحة كانت عفوية». وأشار إلى أن ظريف «كان يغادر قاعة الجمعية العامة بعد إلقاء روحاني كلمته، والتقى صدفة أوباما ووزير الخارجية الأميركي جون كيري اللذين كانا يهمّان بالدخول، فصافحهما وتبادلا التحية». وأكد مسؤول في البيت الأبيض حدوث «تفاعل سريع خلال غداءٍ، حيث تصافح» أوباما وظريف. في طهران، قالت مصادر إن هذا «اللقاء العفوي» كان يجب أن يشمل الرئيسين الإيراني والأميركي، بعد إلقاء روحاني كلمته أمام الجمعية العامة، مستدركاً أن «الحزن في إيران بسبب مقتل (الحجّاج) في منى جعل روحاني يتخلّف عن المصافحة، تاركاً ظريف ينوب عنه في اللقاء». لكن النائب منصور حقيقت بور، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني اعتبر أن ظريف «ارتكب عملاً سيئاً جداً»، وحضّه على «الاعتذار من الأمّة الإيرانية العظيمة». ورأى في الأمر «انتهاكاً للخطوط الحمر التي حددها النظام»، مشدداً على أن «مصافحة العدو مخالفة لمبادئ الثورة» الإيرانية. وأكد أن النواب «لن يبقوا مكتوفي الأيدي، بل سيتحركون»، وزاد: «علينا ألا نمد أيدينا للمسؤولين الأميركيين، في وقت يدعمون الإرهاب ولا يحترمون حقوق الشعوب». أما النائب محمد حسن آصفري فدعا إلى «تحقيق لنتبيّن حقيقة الأمر». وكان أوباما أجرى اتصالاً هاتفياً بروحاني عام 2013، خلال عودة الأخير إلى طهران بعد مشاركته في الجمعية العامة. روحاني الذي كان التقى في نيويورك الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ، قال لدى وصوله إلى مطار طهران أمس: «دعاني ناشطون اقتصاديون أميركيون إلى أن تضغط ايران على أميركا لكي تلغي العقوبات (المفروضة على طهران)، من أجل الاستثمار في مشاريع إيرانية ونقل التكنولوجيا إليها». وأضاف: «جميع قادة الدول الذين كانوا يتحدثون معنا بلغة النصح وتحديد النهج الذي يجب أن نسير عليه، يطلبون مساعدة إيران لتسوية الأزمات والملفات الإقليمية. ويقرّ الجميع الآن بأن إرساء السلام والاستقرار في المنطقة، ومكافحة الإرهاب، ليسا ممكنين من دون التعاون مع إيران».