بدأت قوات النظام السوري العام الرابع للثورة بارتكاب اربع مجازر في شمال البلاد وشمالها الغربي والوسط، في وقت جرت معارك ضارية داخل مدينة يبرود آخر معاقل المعارضة في القلمون شمال دمشق وقرب الحدود مع لبنان. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن المعارك يخوضها مقاتلو «حزب الله» اللبناني معززين بقصف جوي لقوات النظام، وأوضح مصدر عسكري رسمي سوري أن «معارك عنيفة دارت داخل الأحياء الشرقية ليبرود». (للمزيد) وفي شمال غربي البلاد، أفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» بأن الطيران الحربي «ارتكب مجزرتين صباحاً في معرة مصرين وإحسم في ريف إدلب، راح ضحيتهما 40 قتيلاً وعدد من الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء»، لافتة إلى أن قوات النظام قصفت أيضاً مناطق عدة في ريف إدلب. وفي وسط البلاد، قالت «الهيئة العامة للثورة»، إن «15 شخصاً بينهم أطفال ونساء وناشط إعلامي ومحام من بلدة الزارة في ريف حمص الغربي قتلوا في مكمن، وذلك في كمين على طريق البقيعة - لبنان، بالتزامن مع قصف مدفعي على البلدة» التي كانت اقتحمتها قوات النظام الأسبوع الماضي. وفي شمال البلاد، قتل «13 شخصاً وأصيب عدد آخر في منطقة المواصلات وطريق كاستيلو جراء غارة جوية لقوات النظام»، وفق «هيئة الثورة». في غضون ذلك، طالب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا «العالم الحر» بتزويد السوريين «الوسائل لمحاربة» نظام الأسد والجهاديين، وقال في رسالة نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس مع بدء الثورة عامها الرابع: «على رغم وحشيته الكبيرة وتفوقه العسكري، ثمة أمر واحد أكيد هو أن بشار الأسد لم ينجح يوماً في سحق الثورة ولن ينجح أبداً في ذلك. الشعب مصمم على تحقيق الحرية». وفي باريس، تعهد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن تبقى بلاده «إلى جانب المعارضة المعتدلة التي تقاتل النظام ونظيره الإرهاب» في سورية، معتبراً أن احتمال إعادة انتخاب الأسد رئيساً أمر «يثير السخرية». وكانت مساعدة الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف قالت: «كنا واضحين حين قلنا إن الأسد فقد كل شرعية لقيادة شعبه وإن أي انتخابات قد يرشح نفسه اليها ستكون، كما أعتقد، مهينة ومثيرة للاشمئزاز، بعد ما فعله بشعبه خلال الأشهر الأخيرة». في نيويورك، دعت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس إلى «التحدث بصوت واحد للاعتراض على مواصلة انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان» في سورية، وأضافت أن الآثار الإنسانية للقتال في تفاقم مستمر «وعلى رغم الجهود الحثيثة، فإن العاملين الإنسانيين يعانون للوصول إلى من هم في حاجة ماسة» للمساعدة. وأضافت: «الأطفال والنساء والرجال يُستخدمون بيادق من جانب أطراف النزاع في معاركهم للسيطرة على الأرض». وقدر خبراء كلفة الدمار الذي لحق بسورية منذ بداية الأزمة قبل ثلاث سنوات باكثر من 104 بلايين دولار أميركي، قائلين ان كل سنة اضافية تعيد البلاد ثماني سنوات الى الوراء في مؤشرات التنمية. كما انها تخسر اكثر من مئة مليون دولار يومياً وان «البلد الذي زرع القمح قبل 12 ألف سنة يعجز ربع سكانه عن تأمين رغيف الخبز». وجاء في تقرير قدم في ندوة عن سورية في لندن، ان 300 شخص يهجرون من بيوتهم في كل ساعة ويفقد في كل اسبوع 2500 شخص «القدرة على توفير القوت اليومي» وينحدر تسعة آلاف شخص تحت خط الفقر، اضافة الى ان عشرة آلاف سوري يخسرون عملهم اسبوعياً، بالتزامن مع مسلسل الموت الذي يحصد ستة آلاف شهرياً.