واصلت القوات النظامية السورية حملتها الضخمة على القلمون بريف دمشق، وسط مزاعم عن استخدامها غاز السارين الكيماوي في ضرب مواقع الثوار. وفي وقت انفجرت سيارتان مفخختان في كل من القامشلي وإدلب، نظّم معارضون تظاهرات في مدن عدة في ما أطلقوا عليه «جمعة كسر الحصار». وأعلن المكتب الإعلامي ل «الهيئة العامة للثورة»، أمس، أن قوات النظام ارتكبت مجزرة راح ضحيتها 41 مدنياً «حرقاً» في مدينة النبك بريف دمشق. وأوضح أن غالبية الضحايا من النساء والأطفال الذين قُتلوا اثر دهم عناصر النظام مدعومة بقوات «حزب الله» قبواً كان يختبئ فيه مدنيون معظمهم من عائلة «مستو» حيث «تم إعدامهم وحرق جثثهم، وبعضهم كان حياً»، وفق ما زعم بيان «الهيئة العامة للثورة». وأضاف البيان أن خمسة قتلى آخرين سقطوا جراء قصف قوات النظام على النبك التي «ترزح تحت القصف والحصار الخانق منذ 15 يوماً ويوجد فيها أكثر من 90 ألف مدنيّ غالبيّتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، ويعانون نقصاً في الغذاء والدواء مع انقطاع للماء والكهرباء والاتصالات». ونقل البيان عن الناطق الإعلامي باسم «الهيئة العامة للثورة السورية» عامر القلموني نفيه أن تكون راهبات دير مار تقلا في معلولا «مختطفات» وأكد «أنهن في ضيافة عائلة مسيحية في إحدى بلدات القلمون الآمنة». وأشار البيان إلى أن كلام القلموني صدر «بعد انباء ترددت ... عن قيام الثوار باختطاف» الراهبات ال 12 بهدف «مقايضتهن بمعتقلات في سجون النظام». ومساء أول من أمس اتهم ناشطون جيش النظام باستخدام غاز السارين السام في معارك النبك وتحدثوا عن مقتل سبعة أشخاص فوراً، لكن أي مصدر آخر لم يؤكد ذلك. ولفت المكتب الإعلامي ل «الهيئة العامة للثورة» إلى أن الغوطة الشرقية تعرضت منذ فجر أمس لقصف متواصل تركز على المرج وعربين ومديرا والمتحلق الجنوبي حيث وقعت اشتباكات على أطراف بلدة زملكا. وفي الوقت ذاته، قصف النظام الزبداني وبقين ومضايا في الغوطة الغربية. وفي حلب بشمال سورية، أفيد عن مقتل ستة أشخاص بينهم أطفال ونساء اثر قصف بالبراميل المتفجرة من الطيران الحربي، بالتزامن مع خروج تظاهرات في احياء بستان القصر والهلك وصلاح الدين ومساكن هنانو والكلاسة والشعار في حلب في جمعة «كسر الحصار». وأوضحت «الهيئة العامة للثورة» أن «الجيش الحر» تصدى لمحاولة قوات النظام المتمركزة في مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي التسلل إلى مبنى المرور المجاور للمطار والذي سبق للثوار أن سيطروا عليه. واستمرت في غضون ذلك الاشتباكات المتقطعة على جبهة مستشفى الكندي في اليوم الثالث لمعركة «القلب الواحد» التي تقودها «الجبهة الإسلامية». وذكرت مصادر المعارضة أن «عدد شهداء المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في قرية كفرهود» في ريف حلب ارتفع إلى 17 «قضوا جراء القصف العنيف الذي طاول القرية من الحواجز المحيطة بها». من جهة أخرى، هز انفجار قوي مدينة القامشلي بمحافظة الحكسة أقصى شمال شرقي سورية اثر استهداف مقر لقوات الدفاع الوطني بسيارة مفخخة. وأفيد بأن «عشرات» سقطوا داخل المقر المستهدف. ونقلت «فرانس برس» عن بريد الكتروني ل «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «لقي خمسة أشخاص مصرعهم وأصيب نحو عشرة بجروح اثر تفجير رجل نفسه بسيارة مفخخة بالقرب من مبنى يتمركز فيه عناصر قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام» في القامشلي، من دون أن يحدد ما اذا كان القتلى من عناصر هذه القوات. وأشار «المرصد» إلى أن التفجير وقع في حي عربي ضمن هذه المدينة ذات الغالبية الكردية الواقعة في محافظة الحكسة. أما التلفزيون الرسمي السوري فأشار في شريط اخباري عاجل إلى «تفجير ارهابي بسيارة مفخخة محملة بمادة التبن في حي طي في القامشلي، وأنباء عن سقوط قتلى وجرحى». ويستخدم نظام الرئيس بشار الأسد والإعلام الرسمي السوري عبارة «ارهابيين» للإشارة الى مقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ 33 شهراً. وانسحبت القوات النظامية من معظم المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال سورية وشمال شرقها في صيف العام 2012. الا ان مجموعات مسلحة موالية ما زالت تتواجد في بعض مدن هذه المناطق. وذكرت «الهيئة العامة للثورة» أن انفجاراً بسيارة مفخخة هز أمس مدينة إدلب شمال غربي سورية قرب مدرسة في حي القصور ما أدى الى وقوع قتلى وجرحى في عناصر النظام الذي تخضع المنطقة لسيطرته. وأعلنت وسائل إعلام النظام، من جهتها، أن اشتباكات عنيفة وقعت في حمص القديمة وباب هود حيث «ضربت قوات الجيش العربي السوري تجمعات المسلحين»، في وقت أحبطت القوات النظامية «محاولة تسلل مسلحين من محور قريتي نورا والدبابية اللبنانيتين باتجاه الأراضي السورية بريف تلكلخ وأجبرتهم على الفرار بعد إصابة عدد منهم».