أعاد برنامج «ليش لا؟» التلفزيوني، الذي انطلق بثه قبل نحو أسبوعين، الجدل حول إذا ما كانت «العزة» التي أخذت نجوم «يوتيوب» طوال الأعوام الماضية في إمكان الاستغناء عن التلفزيون آخذة في الخفوت، أم أن الأمر «تقاطع مصالح» بين الشاشتين، وأن ما يحركهما في المقام الأول هو الدافع المالي. ففي وقت مضى كان نجوم «الشاشة الصغيرة» يعلنون في تصريحاتهم الصحافية أنهم وجدوا في «يوتيوب» نافذة يطلون من خلالها على الجمهور، بخاصة أن هناك من سبق له التقدم إلى القنوات، ولكنه رفض، من دون الحاجة إلى «استجداء» القنوات الفضائية لقبول بمواهبهم، وبالتالي الانصياع إلى مقص رقيبها الذي سيحد بلا شك من مساحة الحرية التي يتكئون عليها لجذب شريحة واسعة من الجمهور، ما أوحى للمتابع بإمكان وجود «قطيعة» مع الإعلام التقليدي، وتبنى ذلك بعض «متطرفي» الإعلام الجديد. وعزز التمسك بهذه الوسيلة الإعلامية ما تتميز به من كلفة منخفضة في عملية الإنتاج، كون الوسائل التي يعتمد عليها إنتاج برامج كهذه قليلة الكلفة، بل بعضها متوافر في أيدي الشبان العاديين، ناهيك عن المهتمين بالجانب التقني. إضافة إلى وجود عائد مادي يقدمه «يوتيوب» للبرامج التي تحقق مشاهدات عالية، وأيضاً دخول المعلن إلى هذه السوق، ما يجعل نسبة الأرباح عالية جداً مقارنة بحجم الكلفة. وظهرت بوادر كثيرة تشجع على تبني هذه الوسيلة والمضي في طريقها، بخاصة أن شركة سيميوكاست للتحليل كشفت في تقرير أصدرته أن السعودية أكبر مستخدم لموقع «يوتيوب» في العالم، فيما ذكر مراقبون أن «الإنترنت عموماً بات مصدراً أساسياً للترفيه في السعودية»، مرجحين أن سببه يعود إلى «أسلوب الحياة الاجتماعية المتبع، وفي مقدمها حرمان الراغبين من متابعة الشاشة الماسية في بلدهم، بدلاً من شد الرحال إلى الدول المجاورة، للظفر بتذكرة مشاهدة لأحدث الأفلام السينمائية». وعلى رغم النجاح اللافت الذي حققته برامج «يوتيوب» السعودية، إلا أنه منذ رمضان الماضي هناك ردة عن فكرة إمكان الاستغناء عن الشاشة الفضية، التي سيطرت لفترة على العاملين في هذا المجال، إذ وجدنا القناة السعودية الأولى، التي «تُعيَّر» في بعض الشبكات الاجتماعية بأنها «الأقل متابعة ولا تحظى بشعبية كبيرة»، تعرض أحد أشهر مسلسلات «يوتيوب» «مسامير»، الذي يكتبه فيصل العامر ويقدمه ويشرف عليه مالك نجر. وفي الشهر ذاته شهد برنامج «شفت الليل» الذي عرض على قناة «روتانا خليجية»، إطلالات خجولة لبعض هؤلاء النجوم، مثل بدر صالح وفهد البتيري، إضافة إلى مجموعة من الإعلانات التجارية التي تم تقديم منتجاتها. وجاء برنامج «ليش لا؟»، وهو برنامج واقعي يعرض 100 مهمة افتراضية ينفذها 4 نجوم «يوتيوبيين»، هم إبراهيم صالح وفراس بقنة وعادل رضوان ومؤيد الثقفي، ليطرح مساراً جديداً يفند إمكان القطيعة في علاقة «اليوتيوبيين» مع التلفزيون. ورأى مراقبون في ما يجري «تكاملاً طبيعياً ومتوقعاً». واعتبروا ما ذهب إليه البعض من إمكان هجران الإعلام التقليدي «مبالغة وسوء قراءة للواقع»، موضحين أن التلفزيون لا يزال يحظى بشعبيته، وأن دوره هو البحث عن استقطاب المواهب، وأن «يوتيوب» بات منصة لذلك. من جهة أخرى، رأى طرف آخر أن «نجومية هذه المواهب هي التي فرضت على القنوات استثمار شعبيتهم في استعادة الجمهور للمتابعة، بعد أن شهدت بعض القنوات أخيراً، خفوتاً في نسبة المشاهدة». عدد من نجوم «يوتيوب» انتقلوا إلى الشاشة.