وصل تلوث الهواء في باريس ومناطق فرنسية عدّة إلى مستويات قياسية جديدة، إذ لاحظ سكان العاصمة الفرنسية وزوارها غباراً صفراويا يلف المدينة، ما دفع إلى اتخاذ إجراءات لمحاولة الحد من هذا التلوث. وبعد باريس، أعلنت مدن فرنسية إتاحة وسائل النقل المشترك مجاناً حتى مساء اليوم، إبعاداً للسيارات وما تنفثه عوادمها. وأمس أيضاً تم تجاوز المستوى الاقصى المسموح به لكميات الجسيمات في كل متر مكعب من الهواء في منطقة «إيل دو فرانس» التي تضم باريس ومقاطعات متاخمة لها. كذلك الامر بالنسبة إلى مناطق شمال فرنسا وشمال شرقها، وفي منطقة «رون الب» حيث أوضحت السلطات أنه «لتقليص مستويات الانبعاثات، ثمة حاجة إلى الريح والمطر، لكن هذا الأمر ليس متوقعاً قبل الخميس المقبل». وهذا المسلسل من التلوث بالجسيمات 10، وهي نوع من الغبار مصدره المركبات العاملة بالديزل والسخانات العاملة على المازوت والخشب إضافة إلى المصانع، يصيب فرنسا منذ أيام. وتعتبر الظروف المرتبطة بالضغط الجوي المرتفع وتتالي فترات الليل البارد والنهار الساخن من العوامل المساهمة في هذا الوضع نظراً إلى أنها تمنع تفتت العناصر المسببة للتلوث. وأشارت الوكالة الاوروبية للبيئة الجمعة إلى أن هذا التلوث طاول أجزاء واسعة من غرب أوروبا خصوصاً المانيا وبلجيكا. وأفادت بأن «المستوى الحالي من التلوث بالجسيمات 10 يمكن تصنيفه كأحد فصول التلوث في المدن الآسيوية» مثل بكين التي تصل مستويات تلوث الهواء فيها إلى معدلات توازي أربعة أو خمسة أضعاف تلك المسجلة في أوروبا. ويمكن الجسيمات أن تسبب أمراضاً كالربو والحساسية وأمراضاً تنفسية أو قلبية - وعائية، حتى أن الجسيمات الاصغر (اقل من 2,5 ميكرومتر) والتي تخرق الشعب الاعمق في المجاري التنفسية والدم، صنّفت منظمة الصحة العالمية بعضها بوصفها «مسببة للسرطان».