تبنى تنظيم «ولاية سيناء»، الفرع المصري ل «داعش»، اغتيال لواء شرطة في مدينة العريش خلال تفقده مكمناً أمنياً في أحد شوارع المدينة مساء أول من أمس. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن «اللواء خالد كمال عثمان من قوة قطاع الأمن المركزي استشهد أثناء مروره لتفقد الخدمات والتمركزات الأمنية في مدينة العريش، إثر قيام مجهولين يستقلون سيارة بيضاء اللون بإطلاق أعيرة نارية تجاه أحد التمركزات الأمنية في ميدان النصر، ما أسفر عن إصابة اللواء خالد عثمان بطلق ناري استشهد على أثرها». وأضافت أن «القوات قامت بالتصدي لهم (المسلحين) وبادلتهم الأعيرة النارية ما دفع الجناة إلى الفرار، وتم فرض طوق أمني في منطقة الهجوم وتمشيطها لضبط مرتكبي الواقعة والأسلحة والسيارة المستخدمة، وتم إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات». وتبنى الفرع المصري ل «داعش» الهجوم في بيان نشره عبر صفحته على موقع «تويتر». وشُيع اللواء القتيل في جنازة تقدمها وزير الداخلية مجدي عبدالغفار من مسجد أكاديمية الشرطة على أطراف القاهرة. وقال عبدالغفار إن «أمن الوطن واستقراره رسالة تسجلها تضحيات رجال الشرطة والقوات المسلحة»، مشدداً على «العزم على اقتلاع جذور الإرهاب ومواجهة كل عناصر الشر والإجرام». ويشن الجيش بأسلحته البرية والجوية والبحرية هجمات مكثفة تستهدف بؤر المسلحين الموالين ل «داعش» في سيناء منذ أيام. وأعلن مقتل أكثر من 400 «إرهابي» في تلك الحملة التي أطلق عليها اسم «حق الشهيد» وقال إنها الأكبر منذ بدء العمليات العسكرية في سيناء. وأعلن الناطق باسم الجيش العميد محمد سمير في بيان مقتل 6 «إرهابيين» أثناء قيامهم بزرع عبوات ناسفة لاستهداف القوات في اليوم العاشر لتلك الحملة. وقال إن جندياً قُتل في المواجهات، وتم توقيف 22 مشتبها بهم أثناء عمليات التمشيط والمداهمة. وأشار إلى أن «إحدى حملات الدهم عثرت مع أحد الموقوفين على مبالغ مالية كبيرة من العملات المصرية والأجنبية، وكمية من الذخائر مختلفة الأعيرة وجهاز جي بي إس لتحديد الاتجاهات و4 دوائر تفجير وجهاز حاسب آلي»، موضحاً أن «القوات فجرت 81 عبوة ناسفة تم زرعها لاستهداف الجنود على محاور التحرك، كما تم تدمير وإحراق 31 وكراً تتمركز فيها العناصر الإرهابية وتنطلق منها». ولفت إلى أن «القوات عثرت خلال تفتيش 4 منازل يشتبه باختباء عناصر تكفيرية فيها، على خزان وقود يتسع لثلاثة أطنان من السولار، ومخازن تعيينات ومهمات وقطع غيار للسيارات، كما تم اكتشاف وتدمير خندقين تتحصن فيهما العناصر الإرهابية». وسعى الفرع المصري ل «داعش» إلى إظهار تماسكه أمام حملة الجيش الذي نشر صوراً للعمليات العسكرية تُظهر خسائر في صفوف المسلحين. وبث التنظيم شريطاً مصوراً عبر حسابه على موقع «تويتر» لعدد من المسلحين يستقلون سيارات رباعية الدفع تعلوها أسلحة متوسطة وهم يجولون في صحراء قالوا إنها في سيناء، ويُطلقون النيران على أهداف غير واضحة. وظهرت تلك المشاهد على وقع خطبة للقيادي في التنظيم «أبي حمزة المهاجر» الذي قُتل في إحدى الغارات. وبدا أن التنظيم يرد على حملة الجيش، في محاولة لرفع الروح المعنوية لمسلحيه وأنصاره. وظهرت مشاهد لتفجير آليات عسكرية من دون تحديد تاريخ، وظهر مسلحون يعتلون آليات أخرى، وقال أحدهم: «والله سنستمر حتى نسود في قلب القاهرة». وفي نهاية المقطع المصور ظهر مسلح ملثم يجلس وسط أسلحة وذخائر، وهو يهدد ويتوعد جنود الجيش. من جهة أخرى، تعكف السلطات المحلية في شمال سيناء على درس الأوضاع الإنسانية في المحافظة ومدى جاهزية مدارسها لاستقبال الطلاب مع بدء العام الدراسي الجديد بعد عيد الأضحى. واجتمع محافظ شمال سيناء عبدالفتاح حرحور مع رؤساء مجالس المدن ومسؤولي مديريات المحافظة لمناقشة الموقف من الدراسة. وناقش الاجتماع مشاكل المهجرين من مدينة رفح بسبب إخلاء منازلهم لبناء شريط حدودي فاصل بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية بعمق تخطى كيلو متراً حتى الآن. وقررت السلطات المحلية في شمال سيناء فتح مكاتب للتموين والشؤون الاجتماعية في مدينة العريش لخدمة السكان الذين هُجّروا من مدينتي رفح والشيخ زويد إلى العريش وبئر العبد، وتوصيل خدمات المياه والكهرباء إلى التجمعات التي يقيمون فيها. من جهة أخرى، قررت السلطات أمس فتح معبر رفح «استثنائياً» من جانب واحد لاستقبال حجاج من قطاع غزة في طريقهم إلى الأراضي السعودية عن طريق مطار القاهرة. وأعلن مسؤول في المعبر لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية «توفير سيارات لنقل الحجاج إلى مطار القاهرة في طريقهم إلى السعودية»، مشيراً إلى أن «نحو 500 شخص من أسر الشهداء في قطاع غزة يؤدون فريضة الحج في مكرمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز».