حذر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، ممثل الأمين العام في فلسطين نيكولاي ملادينوف، من أن حرباً جديدة في المنطقة ستكون «مدمرة»، وعبّر عن قلقه وقلق الأممالمتحدة من التصعيد الإسرائيلي الأخير في مدينة القدسالمحتلة، معتبراً أن ما يجري في القدس «يشجع على التطرف». وكشفت مصادر موثوقة ل «الحياة» عن أن ملادينوف التقى خلال زيارته غزة أمس، لبضع ساعات نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية للمرة الأولى منذ توليه منصبه في آذار (مارس) الماضي. وطالب ملادينوف خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في مقره بمدينة غزة، ب «تقليص حدة التوتر والأعمال الاستفزازية، والحفاظ على المشاعر والاهتمام والعلاقة بمدينة القدس»، مشدداً على ضرورة «عدم تغيير الوضع القائم في القدس واحترام الاتفاق بين الأردن وإسرائيل على إدارة الأماكن المقدسة». وأوضح أن الأممالمتحدة ستكثف جهودها في هذا الإطار وفي البحث عن حلول عملية لمشاكل وأزمات قطاع غزة الإنسانية والاقتصادية. وأشار الى أنه سيتم عقد اجتماع قريب مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين «للبحث عن حلول عملية لمعالجة مشكلة الكهرباء والمياه وإعادة الإعمار في قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة». ولفت إلى وجود «ترتيبات حقيقية (لم يُفصح عنها) مع إسرائيل لتحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة». وقال إن الأممالمتحدة «تعمل على إعادة بسط سيطرة السلطة الفلسطينية على جميع معابر قطاع غزة بما فيها معبر رفح الحدودي مع مصر»، معتبراً أن «المصالحة الفلسطينية مهمة لمستقبل فلسطين وقطاع غزة والضفة الغربية». وذكر أن اللجنة الرباعية الدولية ستعقد بعد أسبوع، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، اجتماعاً مع وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن، ودول أخرى لبحث سبل إعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وردا على سؤال ل «الحياة» حول احتمال اندلاع حرب جديدة في المنطقة، قال ملادينوف إن من واجبه «التحذير من الخطر ومنع التصعيد»، معتبرا أن التصعيد «يؤدي الى زيادة التطرف. وعندما لا يكون هناك أمل ولا تقدم يصبح الناس ضحايا للتطرف». وأضاف أن «علينا أن نعمل سياسياً في اتجاهين، الأول تأكيد التزام المجتمع الدولي حل الدولتين، وتحديد الخطوات اللازمة، إقليمياً ودولياً، لتحقيق رؤية حل الدولتين». وزاد أن «الاتجاه الثاني يتمثل في دعم وحدة الشعب الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ومبادئها»، مشدداً على أن «هذين الخيارين سيخلقان وضعاً يساهم في دفع عملية السلام ويحد من التطرف». كما شدد على أن أي حرب جديدة في المنطقة «ستكون مدمرة، وعلى الفصائل الفلسطينية المعنية أن يكون واضحاً لها أن من المصلحة تقتضي الحفاظ على الهدوء في غزة»، معرباً عن اعتقاده بأن «كل الأطراف معنية باستمرار الهدوء في غزة». ولفت الى إن سكان قطاع غزة يشعرون باليأس والإحباط «وهذا الأمر لن تقبل الأممالمتحدة باستمراره». وحض الدول المانحة على «الإسراع بتلبية التعهدات المالية المعلن عنها في مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة»، داعيا إسرائيل التي تقع على عاتقها المسؤولية الأولى في المعابر الى رفع الحصار عن القطاع. ورأى إن «الحصار يؤثر سلباً على حرية حركة الأفراد والتجارة والاقتصاد»، مشدداً على أن «عودة السلطة الفلسطينية الشرعية للسيطرة على المعابر شيء مهم وأساسي من أجل حرية الأفراد والتجارة». وأضاف أنه «يجب أن تكون هناك ترتيبات حقيقية لرفع الحصار وأن تعود الضفة وغزة تحت حكم حكومة واحدة»، معتبراً أن «السلام كفيل بإنهاء العنف، وهدفنا الحالي هو تحديد الخطوات اللازمة للعودة إلى المفاوضات». وكان ملادينوف التقى في مدينة غزة أمس مع إسماعيل هنية لبحث سبل دفع عملية المصالحة الفلسطينية الى أمام. وقالت المصادر ذاتها ل «الحياة» إن ملادينوف بحث مع هنية سبل تمكين حكومة التوافق الوطني الفلسطينية برئاسة رامي الحمدالله من بسط سيطرتها على القطاع والعمل بحرية، وتسليم المعابر لها. وأضافت أن هنية وافق على ذلك وفق ضمانات تكفل دفع رواتب موظفي الحكومة التي ترأسها منذ عام 2006 وحتى تشكيل حكومة التوافق في الثاني من حزيران (يونيو) 2014، البالغ عددهم نحو 40 ألف موظف.