وصل وزير خارجية أيرلندا - تشارلي فلاناغان - صباح أمس إلى قطاع غزة عبر حاجز «إيريز الإسرائيلي» شمال القطاع برفقة وفد يضم 14 مسؤولاً في زيارة تستمر لساعات تفقد خلالها آثار الحرب الإسرائيلية على القطاع إضافة إلى لقاء مسؤولين في غزة. وكان «توني بلير»، مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط قد وصل صباح أمس الأول الأحد إلى قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون «إيريز الإسرائيلي» شمال القطاع في زيارة استمرت ساعات. وتوجه بلير فور وصوله إلى مقر مجلس الوزراء الفلسطيني، والتقى مع وزراء حكومة التوافق الفلسطيني في غزة لوقت قصير، حيث جرى بحث عدة قضايا تتعلق بالأوضاع الإنسانية في غزة. وحذر مبعوث اللجنة الرباعية خلال زيارته إلى قطاع غزة من «كارثة جديدة» في القطاع الذي دمرته الحرب مع إسرائيل الصيف الماضي، ودعا إلى فتح معابر غزة، مشيراً إلى أن السلام الحقيقي يبدأ من غزة، وفق قوله. واجتمع بلير خلال زيارته التي دامت ساعات بوزراء حكومة الوفاق الفلسطينية في قطاع غزة لنحو نصف ساعة.. كما أجرى جولة قصيرة على أحياء سكنية تعرضت للتدمير أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة. وقال بلير: إنه قلق للغاية من أنه إذا تركنا غزة في وضعها الحالي، فسيحدث انفجار آخر وعنف وسنعود إلى كارثة أخرى، ولذلك علينا أن نوقف ذلك. ودعا مبعوث اللجنة الرباعية إلى إعادة التفكير في كيفية التوصل إلى سلام «بعد عقدين من التوصل إلى اتفاق أوسلو التاريخي الذي مهد الطريق للتوصل إلى اتفاق نهائي». وأشار بلير إلى أن الأمر يحتاج إلى مقاربة جديدة بالنسبة لغزة ومقاربة جديدة للسلام، مؤكداً أن «المكان الذي يبدأ منه السلام هو في الحقيقة غزة، لأننا إذا استطعنا تغيير الوضع في غزة سياسياً واقتصادياً، فسنستطيع إحداث الكثير من التغييرات في سياسة هذا النزاع بأكمله. ودعا مبعوث اللجنة الرباعية إسرائيل إلى فتح المعابر إلى غزة، كما دعا غزة إلى «الانفتاح وإعادة الاتصال بالعالم»، مؤكداً أن المصالحة الفلسطينية لن تحدث إلا إذا كانت «مستندة إلى السلام». وبدأ - بلير - قبل يومين جولة شرق - أوسطية تشمل مصر وإسرائيل وفلسطين في إطار جولة جديدة لاستطلاع المواقف السياسية وللتعرف على «الوضع الراهن» في المنطقة. وتُعد هذه أول زيارة يقوم بها «بلير» إلى غزة منذ العدوان الإسرائيلي الأخير.. وتتألف اللجنة الرباعية الدولية التي شُكلت في مدريد عام 2002 من الأممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا. وسبق أن حذر وزير الخارجية الفلسطيني «رياض المالكي» من خطورة سياسة الحصار والعدوان والتدمير وتعطيل عملية إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في غزة، هذه السياسة التي تمارسها «إسرائيل» إضافة إلى قرصنة الأموال الفلسطينية الأمر الذي يحول دون قدرة الحكومة الفلسطينية على تسديد التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني، وخطورة هذه الإجراءات على مستقبل مشروع السلام وحل الدولتين، مؤكداً ضرورة تحمُّل المجتمع الدولي مسؤولياته، والضغط على «إسرائيل» لوقف عدوانها وحصارها واستيطانها وتهويدها للقدس وحصارها وعزلها للمدن والقرى الفلسطينية، وتحويل أموال الفلسطينيين، والسماح بدخول مواد البناء لإعادة إعمار غزة، مشددًا على ضرورة التزام «إسرائيل» بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.