استقبلت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا بمذبحة جديدة راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المدنيين في مدينة حلب. واعلن البيت الابيض ليل أمس ان لا حل عسكرياً في سورية وان الولاياتالمتحدة مستعدة لمناقشة التعاون مع روسيا لمحاربة «داعش» في سورية. وجاءت المذبحة فيما نُقل عن مصدر عسكري سوري تأكيده أن الجيش النظامي بدأ باستخدام أسلحة جديدة «ذات دقة عالية» حصل عليها من موسكو، وسط معلومات عن وصول مروحيات حربية روسية بعد رصد دبابات وقطع مدفعية وما لا يقل عن 200 جندي من مشاة البحرية الروس الذي تم نشرهم على الساحل السوري. (للمزيد) وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد ظهر أمس إن ما لا يقل عن 47 شخصاً قُتلوا في ضربات جوية نفذتها الطائرات السورية في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب. وقال متحدث باسم خدمات الإنقاذ المحلية في مناطق المعارضة في حلب إن عدد القتلى يتجاوز 60 جميعهم من المدنيين، بينما تبادلت القوات الحكومية ومقاتلو المعارضة إطلاق النيران الكثيف بالمدينة المقسمة. وجاءت غارات حلب في وقت سجّل ناشطون عشرات الغارات الأخرى على دوما معقل «جيش الإسلام» في غوطة دمشقالشرقية وعلى مدينة الرقة معقل تنظيم «داعش» في شمال سورية. وتعكس هذه الغارات سياسة تصعيد واضحة من النظام، على رغم وجود مبعوث الأممالمتحدة دي ميستورا في دمشق للبحث في خطته من أجل السلام. وبعد لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم، اكتفى دي ميستورا بالقول للصحافيين: «سنواصل اجتماعاتنا، لا تزال لدينا لقاءات، لذلك لا استطيع الإدلاء بأي تعليقات». وأكد المعلم أن «موضوع مكافحة الإرهاب في سورية هو الأولوية باعتباره المدخل للحل السياسي»، موضحاً أن دمشق «ستدرس الأفكار التي قدمها المبعوث الخاص لاتخاذ الموقف المناسب تجاه مبادرته»، وفق وكالة الأنباء السورية (سانا). أما صحيفة الوطن السورية، القريبة من النظام، فلفتت إلى الاختلاف في وجهات النظر بين دمشقوموسكو من جهة، والأممالمتحدة من جهة ثانية. وتحدثت الوطن في افتتاحيتها عن «تطابق الموقفين الروسي والسوري تجاه الحلول المقترحة للأزمة السورية وللحرب على سورية، فالرئيسان (الأسد والروسي فلاديمير بوتين) أكدا أن لا حلول سياسية قبل دحر الإرهاب». وأضافت أن ذلك يأتي «في ظل حديث وخطة للمبعوث الأممي منحازين لمصلحة الحلف المعارض ... (الذي) يطالب بأن يكون الحل السياسي قبل الحرب على الإرهاب». ووفق «سانا»، قدم دي ميستورا للمعلم «اجابات حول التساؤلات التي اثارها الجانب السوري في شأن مقترحه المتعلق بفرق العمل (...) مشيراً الى ان لقاءات فرق العمل هى للعصف الفكري وغير ملزمة». وتتزامن تحركات دي ميستورا الديبلوماسية مع «عرض عضلات» روسي في سورية. وكشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء أن موسكو اقترحت على واشنطن اجراء «محادثات بين عسكريين» من الدولتين حول النزاع في سورية تفادياً لأي احتكاك ميداني بين الطرفين. وفي موسكو، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي إن الدعم العسكري الذي تقدمه موسكولدمشق هدفه محاربة الإرهاب وحماية الدولة السورية والحيلولة دون وقوع «كارثة تامة» في المنطقة. وأضافت أن موسكو مستعدة لتزويد واشنطن بمعلومات عن دعمها العسكري للقوات السورية عبر «القنوات الملائمة». وانتقدت الولاياتالمتحدة لأنها تناقش القضية علناً عبر وسائل الإعلام.