بحث المبعوث الأممي الخاص بالأزمة السورية خطته الجديدة للسلام بعد وصوله أمس إلى دمشق، فيما لفت باحث سياسي إلى تَصاعُد أصوات أوروبية عدَّة تدعو إلى اعتبار النظام أهون الشرَّين مقارنةً ب «داعش». وفي وقتٍ عزت موسكو دعمها بشار الأسد إلى رغبتها في تفادي «كارثة تامة» في الشرق الأوسط؛ تحدثت واشنطن عن مقترحٍ روسي لمشاورات عسكرية بين البلدين تجنباً للاحتكاك الميداني بينهما. والتقى المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، وزير خارجية الأسد، وليد المعلم، ثم أبلغَ صحفيين بقوله «سنواصل اجتماعاتنا ولا يزال لدينا لقاءات، لذلك لا أستطيع الإدلاء بأي تعليقات». وأعلن المعلم أن حكومته ستدرس أفكاراً قدَّمها المبعوث، مُصرَّاً على منح أولوية النقاش لمكافحة الإرهاب باعتبارها مدخلاً للحل السياسي. لكن المعارضة ترفض ذلك، وتشدد على وجوب رحيل الأسد عن السلطة. وتحدثت صحيفة «الوطن» المقرَّبة من النظام عن اختلافٍ في وجهات النظر بين دمشقوموسكو من جهة والأمم المتحدة من جهة ثانية. وناقش لقاء دي ميستورا والمعلم خطة أممية للحل تتضمن تشكيل مجموعة عمل دولية و4 مجموعات عمل محلية تناقش مسائل الأمن والمسائل السياسية والطابع العسكري وإعادة الإعمار. وطرح المبعوث هذه الخطة في ال 29 من يوليو الماضي. وفي منتصف أغسطس؛ سلَّم مساعده، رمزي عز الدين رمزي، حكومة دمشق ملفاً من 60 صفحة قدَّمه على أنه «محصِّلة أفكار». وكان مصدر دبلوماسي ذكر أن الأسد يرفض الالتزام بالنتائج التي ستتوصل إليها مجموعات العمل. في غضون ذلك؛ عزت وزارة الخارجية الروسية الدعم العسكري الذي تقدمه موسكو للأسد إلى رغبةٍ في الحيلولة دون وقوع «كارثة تامة» في المنطقة. وكشفت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، عن استعداد بلادها لتزويد واشنطن بمعلومات عن دعمها العسكري للقوات السورية عبر «القنوات الملائمة»، مُنتقدةً الولاياتالمتحدة لمناقشتها القضية علناً عبر وسائل الإعلام. بدوره؛ كشف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مساء أمس الأول عن تقديم موسكو مقترحاً لواشنطن يقضي بإجراء محادثات بين عسكريين من البلدين حول سوريا تفادياً لأي احتكاك ميداني بينهما. ويبدو أن الغرب يتجه اليوم نحو اعتماد مقاربة جديدة إزاء الأسد خصوصاً مع مواجهة تدفق آلاف اللاجئين الهاربين من نيران الحرب، وفق ما رأى خبراء. ولاحظ الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، كريم بيطار، تصاعد أصوات أوروبية عدة تدعو إلى التعاون مع النظامين السوري والروسي بعد أزمة الهجرة. ولفت إلى الأهمية المتزايدة التي تنالها فكرة الاستقرار بأي ثمن. و«لا ينظر الغرب إلى الأسد وتنظيم داعش على أنهما وجهان لعملة واحدة»، بحسب البيطار الذي يشير إلى «الظهور العلني لنظرية تقول إن الأسد هو أفضل الشرَّين وتصبّ لصالح تقارب معه لمحاربة التنظيم المتطرف».