صرح وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان بأن من بين الأسباب التي حملت فرنسا على الانضمام إلى الضربات الجوية في سورية هو التوسع السريع لمناطق سيطرة تنظيم «داعش»، كاشفاً عن أن هذه الضربات ستبدأ خلال أسابيع. وقال لودريان في حديث إلى «اذاعة فرنسا الدولية»، إن «داعش» عزز وجوده كثيراً في المناطق السورية منذ أشهر وإن عناصر التنظيم حققوا نجاحاً كبيراً قرب حلب ووجهوا ضربة لمقاتلي المعارضة. وأضاف أن من المؤكد «أن الأمور تغيّرت كثيراً» وأن «داعش» عزز وجوده في حلب، وعلى طريق حمص- دمشق، ما بات يهدد المعارضة السورية في منطقة حلب، كما يهدد لبنان «إذا تمكن (داعش) من اختراق محور دمشق- حمص». وكانت فرنسا قد حصرت ضرباتها الجوية ضد «داعش» حتى الآن في العراق، إلا أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كلّف في 7 أيلول (سبتمبر) الجاري الطيران الحربي الفرنسي بالقيام بطلعات استطلاعية فوق سورية لتحديد مواقع «داعش» وقدراته، كما أكد الإثنين الماضي ضرورة اللجوء إلى الضربات لأن الإرهاب الذي يستهدف فرنسا مصدره سورية. وأوضح لودريان أن الموقف اليوم «مختلف عن العام الماضي... داعش أصبح في وضع الهجوم في سورية بعد صده في العراق»، ووصف الوضع بأنه «خطير للغاية». وكان رئيس الحكومة الفرنسي مانويل فالز، أكد أول من أمس خلال مناقشة برلمانية أن فرنسا ستحدد ضرباتها وأهدافها باستقلالية تامة واستناداً إلى المعلومات المتوافرة من خلال طلعات الاستطلاع التي تشارك فيها 12 مقاتلة من نوع «رافال» و «ميراج ألفين». وفيما لم يحدد فالز أي موعد لبدء الضربات الفرنسية، قال لودريان إنها ستبدأ «في الأسابيع المقبلة، وما أن تتوافر لدينا أهداف محددة بشكل جيد»، مشيراً إلى أن فرنسا تقوم بجمع المعلومات بكل الوسائل، وخصوصاً من الطائرات والأقمار الصناعية. ورفض كشف المزيد من التفاصيل واكتفى بالقول: «لن أكشف لكم عن كل خطط التحليق»، لأن ذلك «سيكون خطأ تكتيكياً». ونفى وزير الدفاع أيضاً أي اتفاق ضمني مع النظام السوري لتمكين الطائرات الفرنسية من التحليق من دون أن تعترضها الدفاعات الجوية السورية، وقال إن «أي عملية جوية تنطوي على مخاطر ونتخذ الإجراءات كافة لتجنيب طيارينا هذه المخاطر». ورداً على سؤال عن دواعي تعزيز الوجود الروسي في اللاذقية معقل الرئيس بشار الأسد، أجاب لودريان: «إنه سؤال ينبغي أن يُطرح عليهم (الروس)»، وأن «ما يهم هو أن تكون روسيا جزءاً من الحل والحل لا يمر (عبر الأسد)».