قالت المعارضة السورية إنها قتلت خمسة عناصر من مقاتلي حزب الله اللبناني، كما اسقطت طائرة استطلاع تابعة لحزب الله في منطقة الزبداني. وقال عضو المجلس المحلي في المدينة الزبداني، ويدعى "أبو نضال السوري": إن اشتباكات دارت صباح الأربعاء بين قوات النظام و"حركة أحرار الشام الإسلامية" عند المدخل الجنوبي لمدينة الزبداني. وأضاف إن مقاتلي الحركة "حاصروا عناصر قوات النظام وميليشيا (حزب الله) اللبناني في أحد الأبنية وأشعلوا النار فيه، ما اضطر العناصر لرمي أنفسهم من البناء"، مؤكداً "مقتل سبعة منهم، فيما سقط أربعة جرحى في صفوف الحركة، حالة أحدهم خطرة". وأشار عضو المجلس إلى "تصاعد وتيرة القصف الهمجي لطيران قوات النظام على كافة أحياء المدينة، وخاصة على مناطق الاشتباكات"، كما أكد "عدم وجود أي مفاوضات بين (أحرار الشام) وأطراف إيرانيين في الوقت الحالي". فيما كشف موقع ليبانون فايلز عن مقتل خمسة عناصر من حزب الله في الزبداني وذكر أسماءهم والمناطق التي ينحدرون منها، وهم مصطفى عبدالساتر من إيعات وعلي قليط وعباس عدنان بلوق وعلي احمد الطفيلي من بعلبك وعلي اسماعيل من بلدة سحمر - البقاع بحسب الموقع. تأجيج الحرب سياسيا، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لنظيره الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء إن الدعم الروسي للنظام السوري قد يؤدي إلى تأجيج الحرب في سوريا. واتصل كيري هاتفيا بلافروف لتجديد موقف واشنطن بهذا الشأن بعد ساعات من تصريح الرئيس الروسي فلادمير بوتين الذي أكد فيه دعم موسكو سياسيا وعسكريا لنظام بشار الأسد وبرره. وقال مكتب وزير الخارجية الامريكي إن "وزير الخارجية كيري قال إن استمرار دعم روسيا للرئيس الاسد قد يؤدي الى تأجيج النزاع وإطالة أمده". وكرر كيري انه بالنسبة للولايات المتحدة فإن محاربة التحالف الدولي بقيادة واشنطن لتنظيم داعش لا يمكن ان يؤدي الى اي تعاون مع الاسد. وأكد كيري مجددا "التزام الولاياتالمتحدة بمحاربة تنظيم داعش مع تحالف مكون من اكثر من 60 دولة لا يمكن للاسد ابدا ان يكون عضوا ذا مصداقية فيه، وأكد ان الولاياتالمتحدة ستشيد بدور بناء لروسيا في الجهود لمحاربة" تنظيم داعش. وأضاف المصدر إن كيري "اكد انه ليس هناك حل عسكري للنزاع المعمم في سوريا الذي لا يمكن حله الا بعملية انتقال سياسي بعيدة عن الاسد". وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما انتقد الجمعة روسيا مؤكدا ان استراتيجيتها في دعم النظام السوري "مآلها الفشل". في المقابل قال الرئيس الروسي فلادمير بوتين الثلاثاء: "نحن ندعم الحكومة السورية في كفاحها ضد العدوان الارهابي وقدمنا لها وسنواصل مساعدة عسكرية فنية". من جانبه قال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ردا على سؤال عن تعزيز الوجود العسكري الروسي في اللاذقية معقل الاسد إن السبب ليس واضحا. وقال "هل هذا يعني انهم يحمون انفسهم في مواجهة سقوط محتمل لبشار الاسد؟ انه سؤال يجب ان يطرح عليهم". وأضاف إن "ما يهم هو ان تكون روسيا جزءا من الحل والحل لا يمر عبر بشار الاسد". فرصة ضائعة من جهة أخرى، قال الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري إن السفير الروسي لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين قدم اقتراحا في 2012 لتنحي بشار الاسد، في اطار خطة لتسوية النزاع في سوريا. وقال اهتيساري -الحائز جائزة نوبل للسلام في تصريح نشرته الاربعاء صحيفة الغارديان-: إن تشوركين "قال ثلاثة امور: اولا، يجب عدم تزويد المعارضة بأسلحة، ثانيا، يجب البدء بحوار بين المعارضة والاسد على الفور، ثالثا، يجب أن نجد طريقة ملائمة لانسحاب الاسد". وهذه المحادثة مع السفير الروسي في الاممالمتحدة كانت في فبراير 2012 خلال مناقشات حول تسوية النزاع السوري أجراها اهتيساري مع الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن الدولي، لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف نفى ذلك. ونقلت وكالة تاس الرسمية عنه قوله "لا يسعني إلا أن أكرر مجددا أن روسيا لا تتورط في تغيير الانظمة. فاقتراح ان يتخلى احدهم عن منصبه -بغض النظر عما اذا كان ذلك بطريقة لائقة ام لا- هو أمر لم تفعله روسيا مطلقا". وأضاف: "لقد كررت روسيا مرارا وعلى مختلف المستويات ان الشعب السوري وحده يقرر مستقبله، وعبر انتخابات ديموقراطية فقط". وذكر اهتيساري للغارديان انه نقل الرسالة الى الامريكيين والبريطانيين والفرنسيين، وقال "لكن لم يحصل شيء لأنهم كانوا مقتنعين -على غرار آخرين- أن الأسد ستتم إقالته خلال اسابيع". وأضاف باسف "لقد ضاعت تلك الفرصة". وردا على أسئلة الغارديان، رفض تشوركين التعليق على هذه المحادثة مع الرئيس الفنلندي السابق، لكن عددا كبيرا من المصادر الدبلوماسية التي ذكرتها الصحيفة أبدت شكوكا إزاء أن تكون روسيا قدمت هذا العرض. ولا تزال موسكو -التي تدعم الاسد علنا- واحدة من آخر البلدان المؤيدة للاسد، رغم استياء واشنطن التي تتهمها بإرسال معدات عسكرية وجنود روس الى شمال سوريا. أول غارة وفي إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لمحاربة تنظيم داعش، قال وزير الدفاع الأسترالي كيفين أندروز اليوم الأربعاء إن الطيران الحربي الأسترالي شن أول غارة جوية له ضد أهداف لتنظيم داعش داخل سوريا. وأضاف أندروز لمحطة (إيه بي سي) إن مقاتلة سوبر هورنت تابعة لسلاح الجو الملكي الأسترالي أطلقت صاروخا ودمرت ناقلة جند مدرعة في شرق سوريا. وأوضح أن "اثنتين من (مقاتلاتنا) الهورنت رصدت ناقلة الجند التي كانت مخبأة في مجمع لداعش". وكان رئيس الوزراء الأسترالي السابق توني أبوت أعلن الأسبوع الماضي انضمام القوات الأسترالية لقوات التحالف التي تحارب عناصر داعش في سوريا. ومن المرجح أن تستمر هذه السياسة تحت قيادة رئيس الوزراء الجديد مالكوم تيرنبول الذي أدى اليمين الدستورية اول أمس، وأمضى معظم النهار في الاستماع لقادة الجيش والأمن الوطني. يشار إلى أن أستراليا لديها 6 مقاتلات هورنت تشارك في مهاجمة داعش في العراقوسوريا. وفي نفس السياق، اعلن وزير الدفاع الفرنسي الاربعاء ان فرنسا ستوجه اولى ضرباتها الجوية لتنظيم داعش في سوريا "في الاسابيع المقبلة". وردا على سؤال لإذاعة فرانس انتر عن موعد تنفيذ المقاتلات الفرنسية التي تقوم منذ الثامن من سبتمبر بطلعات فوق سوريا، لضربات قال لودريان "في الاسابيع المقبلة، ما أن تتوفر لدينا أهداف محددة بشكل جيد". ورفض لودريان الادلاء بأي تفاصيل اضافية. وقال "لن أكشف لكم كل خطط التحليق (...) سيكون ذلك خطأ تكتيكيا". وأضاف إن "داعش تقدم بطريقة يهدد فيها الجيش السوري الحر والمقاومة السورية في منطقة حلب وكذلك محور دمشق حمص ولبنان اذا نجح داعش في اختراق هذا الخط". وتابع الوزير الفرنسي إن فرنسا تجمع معلومات بكل الوسائل التي تملكها وخصوصا الطائرات والأقمار الاصطناعية. ونفى وزير الدفاع الفرنسي وجود أي اتفاق ضمني مع النظام السوري لتتمكن الطائرات السورية من التحليق فوق الأراضي السورية بدون أن تتعرض للدفاعات الجوية السورية. وقال إن "أي عملية جوية تنطوي على مخاطر ونتخذ كل الاجراءات الضرورية لتجنيب طيارينا المخاطر".