كابول - أ ف ب، رويترز، لندن – أكدت الحكومة الأفغانية مقتل 33 مدنياً بينهم 4 نساء وطفل وجرح 12 شخصاً آخرين، في غارة جوية شنها الحلف الأطلسي (ناتو) في منطقة تشار تشينو بولاية اوروزغان (وسط) أول من أمس، محملة قيادة «الأطلسي» مسؤولية الخطأ الجديد مطالبة بتقديم اعتذار. وأبدى قائد القوات الأجنبية الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال حزنه العميق ل «تكبد خسائر في الأرواح البريئة» لدى استهداف طائرات تابعة لها ثلاث آليات اشتبهت في أنها تحمل متمردين وستهاجم وحدة مشتركة للقوات الأفغانية والأجنبية. وأكد انه أبلغ قواته أن قتل أو جرح مدنيين من دون قصد «يقوض الثقة في مهمتنا»، متعهداً في اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي إجراء تحقيق. وإذا تأكد مقتل مدنيين، فسيشكل ذلك خطأ مأسوياً جديداً ترتكبه القوات الأجنبية التي يتهمها الرئيس كارزاي غالباً بقتل أعداد كبيرة من المدنيين خلال عملياتها. وأسفر «خطآن» سابقان ارتكبهما الحلف الأطلسي خلال أسبوع عن مقتل سبعة شرطيين شمال البلاد، وخمسة مدنيين في جنوبها، فيما سقط 15 مدنياً على الأقل خلال تسعة أيام من المعارك المندلعة بين الجنود الأجانب وعناصر حركة «طالبان» في منطقة مرجه بولاية هلمند (جنوب) بينهم 9 بصاروخ أطلقه الحلف الأطلسي. وأورد بيان للقوات الاجنبية والافغانية ان «عمليات التنظيف ما زالت تحقق تقدماً، وعملية مشترك تجري على ما يرام»، مشيراً الى مواجهة مقاومة محدودة بالسلاح الخفيف في منطقة ناد علي شمال مرجه، وأخرى أكثر شراسة في جيوب صغيرة بمرجه. وكان الحلف الأطلسي الذي خسر 14 جندياً في عملية هلمند حتى الآن أعلن أول من أمس انتشار حوالى 600 شرطي أفغاني وسط مرجه، فيما توقع أن يستغرق بسط الأمن في أنحاء المنطقة شهراً، على رغم تأكيد قائد القوت الدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال ان المقاومة «تضعضعت بعض الشيء». وتابع بترايوس: «فوجئ البعض بطريقة شن الهجوم، لكن الأكثر تمرداً يواصلون القتال من دون طرح أسئلة». وتوقع أن تتكبد القوات الأميركية خسائر قاسية. وفي ولاية ننغرهار (شرق)، قتل 14 شخصاً على الأقل بينهم الزعيم القبلي حجي زمان غمشريك الذي يحظى بنفوذ كبير، في هجوم انتحاري استهدف تجمعاً لقادة قبليين. وأوضح الناطق باسم الشرطة الكولونيل عبد الغفور أن الانتحاري وصل سيراً وفجر قنبلة حملها وسط اجتماع تقليدي لقادة قبليين في منطقة كوغياني. واشتد تمرد «طالبان» خلال السنتين الأخيرتين، وأدى الى خسائر كبيرة في صفوف القوات الدولية، علماً أن العام الماضي اعتبر الأكثر دموية للقوات الأجنبية (520 قتيلاً)، فيما سقط 93 قتيلاً في صفوفها منذ بداية 2010.