أنهى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أمس، مهام الفريق محمد مدين المعروف ب «الجنرال توفيق» قائد جهاز الاستخبارات بعد 25 سنة من شغله المنصب، وذلك في أعقاب شهور من التسريبات والقرارات التي تشير إلى قرب نهاية «أسطورة الاستخبارات». وعيّن بوتفليقة محل الجنرال توفيق الجنرال مستشاره الأمني بشير طرطاق (عثمان)، الذي كان أيضاً مسؤولاً سابقاً في جهاز الأمن الداخلي. وكان متوقعاً إحالة «الجنرال توفيق» على التقاعد تمشياً مع حجم التغييرات التي أجراها بوتفليقة في عمق جهاز الاستخبارات بإحالة كبار الضباط إلى التقاعد وحل مديريات وإلحاق أخرى بقيادة الأركان. كما كان واضحاً أن حديث أحمد أويحي مدير ديوان الرئاسة أول من أمس عن هذه التغييرات يهدف إلى التحضير لإعلان القرار. وقال أويحي إن «التغييرات الأخيرة على الاستخبارات عادية وطبيعية فرضتها تطورات المرحلة»، وفهم هذا الكلام على أنه موجه لمسؤول الاستخبارات الجنرال «توفيق» شخصياً. وقاد الجنرال توفيق (76 سنة) جهاز «الاستعلام والأمن» منذ 1990 وهو رجل خفي لا يظهر في الإعلام ولا في المناسبات الرسمية، حتى إن الجزائريين لا يعرفون شكله. واستبق بوتفليقة الإطاحة برأس توفيق بتنحيات طاولت عدداً كبيراً من رجالاته المقربين، بينهم الجنرال حسان الذي يحاكم في محكمة عسكرية، والجنرال جبار مهنى، مسؤول المديرية المركزية لأمن الجيش، والجنرال رشيد لعلايلي (عطافي) قائد الاستخبارات الخارجية، والجنرال شفيق والعقيد «فوزي» قائد شعبة الصحافة والاتصال سابقاً، وصولاً إلى مسؤول الأمن الرئاسي والجنرال علي بن داود من مصلحة الأمن الداخلي التابعة لمديرية الاستعلام والأمن (الاستخبارات)، وعين خليفة له العقيد بوقشابية عاشور الذي كان يتولى منصب ملحق عسكري بسفارة الجزائر في تركيا.