قال مصدران أمنيان ووسائل إعلام رسمية اليوم الأحد إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أقال رئيس جهاز المخابرات العسكرية محمد مدين الذي تولى منصبه لفترة طويلة في أحدث خطوة لكبح جماح نفوذ مدين على الساحة السياسية. وذكر محللون أن مدين يلعب منذ وقت طويل دور صانع الزعماء السياسيين من خلال السعي للتأثير على اختيارات القيادة من وراء الكواليس. وبدأ بوتفليقة في إبعاد الجيش وجهاز المخابرات العسكرية عن الساحة السياسية قبل إعادة انتخابه في ابريل نيسان من العام الماضي فيما قال مراقبون إنه استعداد لرحيله في نهاية المطاف بعد أكثر من 15 عاما في السلطة. وقال المصدران ووكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إن الجنرال عثمان طرطاق وهو متخصص في الحرب ضد الجماعات المسلحة وعمل أيضا مستشارا أمنيا لبوتفليقة حل مكان مدين الذي يعرف ايضا باسم توفيق. وأكدت الوكالة نقلا عن بيان للرئاسة تغيير مدين وتعيين طرطاق مكانه. وتخضع التغييرات في الأجهزة الأمنية لمتابعة دقيقة في الجزائر وهي شريك رئيسي في حملة الغرب على المتشددين الإسلاميين منذ خروجها عام 2002 من صراع داخلي استمر أكثر من عقد وأودى بحياة نحو 200 ألف شخص. وأعيد انتخاب بوتفليقة لفترة رئاسية رابعة في ابريل نيسان من العام الماضي لكنه لا يظهر علنا إلا نادرا منذ تعافيه من جلطة دماغية عام 2013 مما يذكي تكهنات وسائل الإعلام بشأن قدرته على القيام بمهامه خلال ولايته التي تنتهي عام 2019. من هو محمد مدين محمد لمين مدين المعروف بالجنرال "توفيق" من مواليد 1939 بمنطقة قنزات بولاية سطيف، شغل منصب رئيس المخابرات الجزائرية من سبتمبر 1990 الى غاية نهار اليوم، وحيكت حوله العديد من الأساطير. باحالة توفيق على التقاعد يكون تم اسدال الستار على فترة هامة من تاريخ الجزائر المعاصر، بالنظر لأهمية الرجل الذي قيل عنه وعن سلطته الكثير، فقيل أنه صانع الرؤساء. الجنرال المحال على التقاعد، رأى النور بسطيف غير أنه ترعرع بحي بولوغين الشعبي بالعاصمة، التحق بصفوف جيش التحرير سنة 1961 ليلتحق مباشرة بعد الاستقلال بجهاز المخابرات العسكري، اين تدرج على مختلف الرتب واستفاد من دورات تكوينية بالاتحاد السوفياتي آنذاك.ليصبح سنة 1986 بعد عودته من منصب مستشا عسكري في ليبيا لينصب في الرئاسة كمدير لمديرية الدفاع والأمن بالهيئة ذاتها. لينصب سنة 1990 على رأس المخابرات الجزائرية أو ما يعرف ب"الدياراس" مديرية الأمن والاستعلام، المنص اللذي لن يفارقه الى غاية اليوم، ما جعله أحد أقدم العسكريين في العالم، وطيلة هذه الفترة، صنع الرجل أسطورة حول شخصه، فظل يمتنع عن الظهور، وهم قليلون من يعرفون ملامح وججه عدا بعض الصور المسربة والمشكوك في مصداقيتها، طيلة هذه الفترة قيل ايضا أنه الحاكم الفعلي للجزائر أو كما وصف ب"رب دزاير". ومنذ سنوات أشيع أن صراع خفي يجري بين الرئيس وحاشيته من جهة والجنرال توفيق من جهة أخرى، أخذ أبعادا أخرى منذ مرض الرئيس، الذي اتخذ عدة قرارات خلال الأسابيع الأخيرة جردت "الدياراس" من كل صلاحياته. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بوتفليقة يُقيل أخطر رجل في الجزائر