يتفق معظم الشباب في السعودية على الرغبة في التغيير الإيجابي نحو حياة أفضل وتطلع إلى تحقيق الآمال التي تساهم في بناء المجتمع وتحسين البيئة مع الحفاظ على مكتسبات الوطن، إلا أن نظراتهم تجاه الانتخابات البلدية التي انطلقت هذا العام في دورتها الثالثة متباينة ما بين مشاعر اللامبالاة والتأييد والرفض أحياناً لفكرتها في وقت خيبت الانتخابات السابقة آمالهم وتوقعاتهم. وعلى رغم أن دورة الانتخابات «الثالثة» الحالية تختلف عن سابقتيها في منح بعض الصلاحيات للمجالس البلدية ومشاركة من هم في عمر ال18 سنة فضلاً عن مشاركة المرأة للمرة الأولى، إلا أن البعض لا تزال نظرته سلبية تجاهها «باتت الانتخابات الآن قبلية وتشبه «مزايين» أم رقيبة (مهرجانات نوادر الإبل) من أحد أبوابها، ومرتعاً للتزوير بإثبات السكن وما يصاحبها من الكذب في هذا الجانب». هذا ما قاله أبو تركي واصفاً دخول المرأة الانتخابات هذه المرة «بالشر العظيم وفائدته معدومة». ويتفق أبو مشعل مع أبو تركي في الرأي معتبراً أن الانتخابات «موجة ومن واكبها وانجرف معها دافعه «الفزعة» سواء من حسب ونسب، أم من تيار واعتبارات أخرى»، لافتاً إلى أن القلة القليلة دخلت الانتخابات بهدف التطوير وبناء المجتمع. لكن فارس الوهيبي يخالفهما في هذه النظرة. فهو اعتبرها «تجربة رائعة» مضيفاً: «الجميل فيها أن صاحب القرار هو من طبقة المجتمع نفسها»، مشيراً إلى أن دخول المرأة فيها أمر طبيعي فهي تلبي حاجات نصف المجتمع». ورأى أن الجميع سيقف احتراماً للمرشح الذي يطبق الوعود على أرض الواقع. وعلى رغم عدم مشاركة كل من عبدالله الذواد وعبدالرحيم تركستاني كناخبين لانشغالهما بدراستهما الجامعية، إلا أنهما يتفقان مع الرأي السابق في تأييدهما للانتخابات وفي مشاركة المرأة كذلك: «ترشح المرأة حق من حقوقها وستحقق نجاحاً كبيراً يساهم في تقدم البلد ودفع عجلة التنمية المستدامة». وتخالف الفتيات الآراء السلبية لبعض الشباب، وتؤكد لطيفة العنزي ل «الحياة» أن المرأة ستقوم بالتغيير الإيجابي في المجتمع، فهي منافس قوي للرجل، كونها تنشد الأفضل، وتهتم بالتفاصيل الدقيقة في عملها، معتبرة تجربة الانتخابات خطوة مهمة في تطوير المجتمع، وتحولاً من تهميش المرأة التي كانت تعاني منه في السابق إلى دور رائد وحضاري في المجتمع. وتؤيد فيحاء العتيبي بشدة الانتخابات وتعتبرها «خطوة إيجابية نحو تطوير المجتمع متأملة نجاحها واختيار مرشحين أكفياء يسعون إلى الإخلاص في العمل ويضعون أيديهم في يد المواطن لصنع القرار ومصلحة البلد». الى ذلك شكلت الانتخابات لشباب مدينة الظهران توجهاً آخر من طريق المشاركة الفاعلة عبر شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، تمثلت في إنشاء حساب وهاشتاق «#شباب_الظهران_ينتخب» لنشر روح الإيجابية بين الشباب، وحضهم على التفاعل الجاد في الانتخابات بالتسجيل والترشح.