أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، خلال لقائه في بكين أمس نائب الرئيس لي يوان تشاو، ورئيس الوزراء لي كيغ لانغ، أن «المملكة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ستواصل بذل الجهود لتعزيز مسيرة تعاوننا ليس على المستوى الثنائي فحسب، بل على مستوى المؤسسات الدولية وفي إطار مجموعة العشرين». وشدد على أن «سياسة السعودية تدعو إلى السلم والاستقرار في كل أنحاء العالم». وقال نائب الرئيس إن «المملكة لها مكانتها الكبيرة، وهي أهم شريك استراتيجي للصين في الشرق الأوسط والخليج العربي»، ورحب بولي العهد، منوّهاً بجهوده في دعم علاقات الصداقة بين الرياضوبكين، واصفاً ما قدّمه من إسهامات في تعزيز التعاون بين البلدين بال«كبيرة». إلى ذلك، عُقد في بكين أمس (وكالة الأنباء السعودية) اجتماع بين الجانب السعودي برئاسة ولي العهد، والجانب الصيني برئاسة نائب الرئيس، شهد توقيع اتفاقات عدة بين البلدين منها اتفاق للتعاون بين وزارة التجارة والصناعة السعودية والمصلحة العامة لرقابة الجودة في الصين، وذلك بهدف حماية المستهلك السعودي والحد من تدفق البضائع الاستهلاكية المقلدة والمغشوشة، عبر تدابير عدة منها: وضع قائمة سوداء بأسماء التجار والمصانع في كلا البلدين التي تتورط في تقليد وغش المنتجات وضمان عدم تمكنها من التصدير أو الاستيراد، ووضع قائمة سوداء بالمختبرات وجهات منح شهادات المطابقة المخالفة للأنظمة المحلية المتورطة في تداول سلع مقلدة أو مغشوشة، ومعاقبة المستوردين المتورطين في الغش والتقليد في بلد الاستيراد، وإشعار الطرف الآخر لمعاقبة المصدر والصانع، وتبادل المعلومات في نتائج المختبرات والجهات المانحة لشهادات المطابقة التي تكون مخالفة للواقع، وتبادل الاجتماعات بين الطرفين لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق بكل حرص ودقة. وشمل الاتفاق الثاني مذكرة تفاهم بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وإدارة الفضاء الوطنية الصينية. وتضمن الاتفاق الثالث مذكرة تفاهم في إسهام الصندوق السعودي للتنمية في مشروع إنشاء المقر الجديد لجامعة ليوليانغ في محافظة شنسي الصينية. ونصّ الاتفاق الرابع على التعاون في مجال تنمية الاستثمار، بين الهيئة العامة للاستثمار في المملكة، وهيئة تنمية الاستثمار التابعة لوزارة التجارة في الصين. إلى ذلك، بحث ولي العهد مع رئيس الوزراء الصيني في آفاق التعاون القائم بين المملكة والصين، بما يعزز ويطور العلاقات بين البلدين في المجالات كافة، إضافة إلى الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وألقى الأمير سلمان كلمة في مناسبة توقيع الإتفاقات هذا نصها: السيد لي يوان تشاو نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية، أود في بداية كلمتي أن أقدم شكري لدولتكم على دعوتكم الكريمة لي لزيارة بلدكم الصديق بلد الحضارة والتاريخ العريق. كما أشكركم على ما أبديتموه من مشاعر ودية تجاه المملكة العربية السعودية. إن زيارتي هذه تأتي امتداداً لزيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل ثمانية أعوام والتي أرست لعهد جديد في العلاقات بين بلدينا. دولة الصديق: إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين تولي اهتماماً خاصاً بتنمية العلاقات وتوطيد التعاون مع جمهورية الصين الشعبية في مختلف المجالات، ولقد سرنا الاهتمام المماثل الذي لمسناه لدى فخامة الرئيس شي جين بينغ خلال لقائنا بفخامته يوم أمس. وأود أن أعرب عن ارتياحنا إلى ما توصلنا إليه من توافق في الآراء مع فخامته حول القضايا والمواضيع التي تم بحثها، بما في ذلك الاتفاق على توسيع دائرة التعاون الثنائي، وخاصة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والصناعية والعلوم والتقنية وفي مجال الطاقة والثقافة، والعمل على توثيق الصلات بين القطاع الخاص في البلدين وإقامة المشاريع والاستثمارات المشتركة وبما يحقق المصالح المتبادلة للشعبين الصديقين. إن التعاون المثمر بين بلدينا لم يعد مقتصراً على مجالات محددة، فنحن نشهد تحول هذه العلاقة إلى شراكة استراتيجية ذات أبعاد واسعة لما فيه خير الشعبين الصديقين. ويأتي التوقيع اليوم على عدد من مذكرات التفاهم في الاستثمار والتعاون في علوم وتقنية الفضاء، وبرنامج التعاون الفني في المجال التجاري، ومذكرة التفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشروع إنشاء مبانٍ جامعية في إقليم سانشي، ليؤكد عمق هذه الشراكة وأهدافها الخيّرة التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في استمرار التواصل التاريخي بين شعبينا، وسعينا المشترك لتحقيق التنمية الشاملة في بلدينا ولخدمة السلام والاستقرار. دولة نائب الرئيس إننا نقدر تأكيد فخامة الرئيس للمواقف التاريخية الصينية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وما أبداه فخامته من تأييد لضرورة الوصول إلى حل سلمي عاجل في سورية من خلال التطبيق الكامل لبيان جينيف الصادر في 30 يونيو 2012، بما في ذلك إنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، ونأمل في تكاتف المجتمع الدولي للضغط على النظام السوري لوقف سفك دماء الشعب السوري العزيز. وفي الختام أؤكد لدولتكم أننا وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين سنواصل بذل الجهود لتعزيز مسيرة تعاوننا المشترك ليس على المستوى الثنائي فحسب، بل على مستوى المؤسسات الدولية وفي إطار مجموعة العشرين. أشكركم مرة أخرى، وأتمنى للشعب الصيني العظيم المزيد من الرخاء والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس ودولتكم.