واجهت ألمانيا مرة جديدة أمس، رفضاً حازماً من جيرانها في شرق أوروبا، للموافقة باسم «القيم الأوروبية» على استقبال الحصص المخصصة لهم من المهاجرين، في محاولة لاستيعاب تدفقهم الهائل إلى أوروبا. وأظهر فيديو صوِّر سراً في أكبر مخيم للمهاجرين في هنغاريا على الحدود الصربية، عملية توزيع الطعام على المهاجرين في ظروف «غير إنسانية». ويبدو في الفيديو حوالى 150 مهاجراً خلف سياج داخل قاعة كبرى يتدافعون لالتقاط أكياس من الطعام يلقيها إليهم شرطيون هنغاريون يضعون أقنعة واقية. وأعلنت الشرطة على الأثر أنها فتحت تحقيقاً «لتحديد الوقائع». (للمزيد) وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك من قبرص، أنه سيدعو قادة دول الاتحاد الأوروبي ال28 الى اجتماع قمة حول أزمة اللاجئين إذا لم يتم التوصل إلى حل الخلافات خلال اجتماع وزاري استثنائي في بروكسيل الإثنين المقبل. في غضون ذلك. والتقى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير مدعوماً من وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي أمس، نظراءهما من دول مجموعة «فيزغراد» (بولندا وتشيخيا وسلوفاكيا وهنغاريا)، إلا أن هذا اللقاء لم يساهم في تقريب وجهات النظر. ورأى وزير الخارجية التشيخي لوبومير زاوراليك عقب الاجتماع، أنه «يحق للدول أن تقرر عدد اللاجئين الذين تستطيع استقبالهم»، فيما قال شتاينماير للصحافيين بعد رفض محاوريه القبول بنسب إلزامية، إن أزمة الهجرة «قد تكون أكبر تحدٍّ في تاريخ الاتحاد الأوروبي»، داعياً الى التضامن بين أعضاء الاتحاد لمواجهتها. وتابع: «إننا متحدون في وصفنا للوضع. ينبغي أن نكون متحدين في القول إن مثل هذا التحدي لا يمكن دولة وحدها أن تواجهه. إننا بحاجة إلى تضامن أوروبي». وتدعو المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إلى سياسة «إلزامية» لتقاسم اللاجئين الذين لم يُحدَّد سقف لعددهم بعد، فيما كشف شتاينماير عن أن بلاده تتوقع وصول 40 ألف لاجئ إليها في نهاية هذا الأسبوع، أي ربع اللاجئين ال160 ألفاً الذين أبدت المفوضية الأوروبية رغبتها في توزيعهم على دول الاتحاد الأوروبي. وتعتبر المفوضية العليا لحقوق الإنسان أن على الاتحاد الأوروبي استقبال 200 ألف لاجئ بحلول العام المقبل. وقوبلت مواقف مركل برفض شديد من دول شرق أوروبا التي دخلت الى الاتحاد في بدايات الألفية الثالثة بدعم من ألمانيا. وإضافة الى دول «فيزغراد» ال4، فإن رومانيا أبدت أيضاً رفضها الحصص الإلزامية، كما أن الدنمارك التي يجتازها اللاجئون الراغبون بالتوجه إلى السويد أعلنت أمس رفضها المشاركة في نظام الحصص. وعرضت هنغاريا إشراك صربيا ومقدونيا في المحادثات التي ستجري خلال الاجتماع الوزاري الاستثنائي في بروكسيل الإثنين المقبل، إذ أنهما تستقبلان أعداداً من اللاجئين تفوق قدراتهما على الاستيعاب. وسُجل دخول 7600 مهاجر خلال 12 ساعة بين يومي الخميس والجمعة الماضيين إلى مقدونيا وفق الأممالمتحدة. وتقف هنغاريا في الصف الأول للدول المعارضة موقف برلين، إذ يعبرها آلاف المهاجرين الوافدين من مناطق البلقان للوصول إلى ألمانيا. وهي تسعى إلى وقف توافدهم اعتباراً من 15 الشهر الجاري من خلال سياج مزدوج من الأسلاك الشائكة على حدودها مع صربيا. كما أعلنت نشر 3800 جندي في هذه المنطقة لتسريع إنهائه.