كرَّرت دول شرق أوروبا رفضها الموافقة على استقبال حصصٍ مخصصةٍ لها من اللاجئين، ما دعا برلين إلى الحديث عن «أكبر تحدٍّ في تاريخ الاتحاد الأوروبي»، في وقتٍ أفيد بعبور نحو نصف مليون مهاجر البحر المتوسط منذ بدء العام الجاري ووصولهم إلى 4 دول. والتقى وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، ظهر أمس نظراءه من دول مجموعة «فيزغراد» التي تضم بولندا والتشيك وسلوفاكيا والمجر. ولا يبدو أن اللقاء، الذي عُقِد في العاصمة التشيكية براغ وشارك فيه وزير خارجية لوكسمبورغ، ساهم في تقريب وجهات النظر. وشدد وزير الخارجية التشيكي، لوبومير زاوراليك، في تصريحٍ لاحق على «أحقية الدول في تقرير عدد اللاجئين الذين تملك القدرة على استقبالهم». بدوره؛ أبلغ شتاينماير الصحفيين بعد رفض محاوريه القبول بنسب إلزامية من المهاجرين بأن «الأزمة قد تكون أكبر تحدٍّ في تاريخ الاتحاد الأوروبي»، داعياً مُجدداً إلى التضامن لمواجهتها. ولاحظ أن دول الاتحاد تشترك الرؤية ذاتها في وصف الوضع، متابعاً «ينبغي أن نكون متحدين في القول إن مثل هذا التحدي لا يمكن لدولة وحدها أن تواجهه». وتدعو المستشارة في بلاده، أنغيلا ميركل، إلى سياسة إلزامية لتقاسم اللاجئين الذين لم يُحدَّد سقفٌ لعددهم بعد. وتوقَّعت حكومتها وصول 40 ألف لاجئ إلى الأراضي الألمانية خلال اليومين المقبلين، بحسب شتاينماير. ويمثِّل هذا العدد ما نسبته 25% من 160 ألف لاجئ أعربت المفوضية الأوروبية عن رغبتها في توزيعهم بين مجمل دول القارة. وتعتبر المفوضية العليا لحقوق الإنسان ما أعلنته المفوضية الأوروبية غير كافٍ، وتدعو إلى رفع العدد إلى 200 ألف بحلول عام 2016. وقوبلت مواقف ميركل المتضامنة مع المهاجرين برفضٍ شديد من قِبَل دول أوروبا الشرقية. وإضافةً إلى دول «فيزغراد» الأربع؛ أبدت رومانيا رفضها الحصص الإلزامية. كما عبَّرت الدانمارك، التي يجتازها المهاجرون الراغبون في التوجُّه إلى السويد، عن موقفٍ مماثل. وإذا لم يتجاوز الأوروبيون خلافاتهم خلال اجتماعٍ استثنائي لوزراء الداخلية الإثنين المقبل في بروكسل؛ فستتم الدعوة إلى قمة استثنائية لقادة الدول ال 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وكشف رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، أمس عن نيته دعوة قادة دول القارة إلى اجتماع حول أزمة اللاجئين إذا لم يتم التوصل إلى حل الخلافات خلال اجتماع وزاري في بروكسل الإثنين. من جهتها؛ عرضت المجر إشراك صربيا ومقدونيا في المحادثات. وتستقبل الدولتان اللتان لم تحصلا على عضوية الاتحاد الأوروبي بعد أعداداً من اللاجئين تفوق قدرتيهما على الاستيعاب. وبين يومي أمس وأمس الأول؛ سجلت الأممالمتحدة دخول 7600 مهاجر خلال 12 ساعة إلى مقدونيا. وتقف المجر في الصف الأول للدول المعارضة لسياسة الحصص الإلزامية. وتسعى حكومتها إلى وقف توافد طالبي اللجوء اعتباراً من 15 سبتمبر الجاري من خلال سياج مزدوج من الأسلاك الشائكة على الحدود مع صربيا. كما أعلنت نشر 3800 جندي في هذه المنطقة لتسريع إنشاء السياج. وأظهر فيديو صُوِّرَ سراً ونُشِر مساء أمس الأول توزيع طعام في ظروف غير لائقة على مهاجرين مقيمين في مخيم روسكي المجري على الحدود مع صربيا. ويبدو في الفيديو الذي صوَّرته متطوعة نمساوية حوالي 150 شخصاً يتدافعون من خلف سياج داخل قاعة كبرى لالتقاط أكياس من الخبز يلقيها شرطيون يضعون أقنعة صحية. وأثار ذلك جدلاً ما دعا بودابست إلى الإعلان عن فتح تحقيق «لتحديد الوقائع». وأثير جدل آخر حول مصورة فيديو مجرية بدت في شريط وهي تركل المهاجرين أثناء محاولتهم عبور الحدود. وبررت المصورة تصرفها بأنها أصيبت ب «الذعر»، وأعربت عن «الأسف»، مؤكدةً «لست مصورة عنصرية بلا قلب». ودعا رئيس الوزراء في بلدها، فيكتور أوربان، أمس الاتحاد الأوروبي إلى إرسال قوات لحماية الحدود المجرية مع تركيا واليونان. وأبلغ صحفيين في بودابست بقوله «بما أن اليونان غير قادرة على حماية حدودها؛ يجب أن يكون بوسع القارة تعبئة عناصر أو حرس حدود لحماية الحدود الخارجية لهذا البلد». في غضون ذلك؛ قدرت المنظمة الدولية للهجرة عدد من عبروا البحر المتوسط بصفة غير شرعية هذا العام ب 432 ألفاً و761، وهو ما يتجاوز مِثلَي إجمالي من عبروه العام الماضي. وأعلنت المنظمة التي يوجد مقرها في جنيف أحدث الأرقام التي تُظهِر وصول 309 آلاف و356 لاجئاً إلى اليونان عن طريق البحر، فيما وصل 121 ألفاً و139 غيرهم إلى إيطاليا، بينما ذهب 2166 إلى إسبانيا و100 إلى مالطا. ووصف المتحدث باسم المنظمة، دانييل سابو، العدد ب «قياسي» بالمقارنة مع ما يصل إلى 197 ألفاً و940 شخصاً وصلوا عن طريق البحر إلى تلك الدول الأوروبية الأربع في عام 2014 بأكمله.