كشفت شركة «Zimperium» المختصة في الأمن الإلكتروني، في تموز (يوليو) الماضي، أن أكثر من 950 مليون جهاز من الهواتف العاملة بنظام «أندرويد» معرضة للإصابة بفيروس «خطير وخفي»، يُدعى «رهبة المسرح». وصنف بعض العاملين في مجال الأمن الإلكتروني هذا الفيروس على أنه أحد أخطر الفيروسات الإلكترونية التي تخترق الهواتف الذكية، إذ لا يحتاج القراصنة أي معلومة باستثناء رقم الهاتف ليصبحوا قادرين على رؤية كل المعلومات المخزنة على الجهاز من أرقام وصور وملفات، يعبرون إليها متى يشاؤون، وينسخون أو يلغون ما يريدون. وتتم عملية الاختراق عبر إرسال رسالة وسائط متعددة (ام ام اس)، والتي بمجرد وصولها إلى هاتفك يتم اختراقه من دون الحاجة إلى فتحها أو الضغط على رابط معين، كما هي الحال مع الفيروسات السابقة، وما يزيد الأمر خطورة هو أنه بالإمكان محو الرسالة التي نفذت الاختراق، قبل أن تراها، وقد يبقى الفيروس لأشهر داخل جهازك، وتبقى مُراقباً من دون أن تشعر بأي تغيير أو إِشارة تثير الشكوك. ولحماية نفسك من هذا الفيروس الخطير، هناك أكثر من إجراء وقائي يستطيع المستخدم العادي القيام به، مثلاً هناك خاصية تسمح بإغلاق عملية الاستلام التلقائي للرسائل المتعددة الوسائط في إعدادات بعض الهواتف، وعند تفعيل هذه الخاصية، يرفض الهاتف استلام أي رسالة باستثناء الرسائل النصية القصيرة (اس ام اس) التي لا تستطيع حتى الآن نقل هذا الفيروس الخطير. إلى ذلك، أنتجت بعض الشركات تطبيقات ذكية قادرة على تعقب فيروس «رهبة المسرح»، أو «ستايج فرايت ديتكتور» (كاشف فيروس رهبة المسرح) قادرة على إجراء مسح تكنولوجي سريع للجهاز، وفي حال وجد دليلاً على اختراق جهازك يرسل لك رسالة تحذيرية على الفور. وقالت الشركة المصنعة لنظام «أندرويد» والرائدة في مجال التكنولوجيا «غوغل» من جهتها، إنها تطور حالياً إصدارات حديثة من «أندرويد» قادرة على حماية الأجهزة من خلال تغيير الطريقة الحالية التي يستقبل بها النظام الرسائل المتعددة الوسائط، إذ سيمنع الإصدار الحديث الرسائل المحتوية على صور وفيديوات من المرور عبر قسم معالجات البيانات المرئية والمسموعة (الميديا سيرفر)، لكنها أشارت إلى أن الحماية الكاملة لن تتوافر قبل أيلول (سبتمبر) المقبل. وبعد ذلك يتوقف الأمر على الشركة المصنعة للأجهزة الذكية من أمثال «موتورولا»، و«اتش تي سي»، لتطوير هواتفها، وتوفير هواتف قادرة على استخدام الإصدار الجديد من «أندرويد»، المقاوم لفيروس «رهبة المسرح»، عوضاً عن الإصدار القديم الضعيف أمام هذا الفيروس الخطير.