في وقت حقق النظام السوري وحليفه «حزب الله» اللبناني تقدماً ميدانياً جديداً في مدينة الزبداني شمال غربي دمشق قرب الحدود اللبنانية، قال مسؤول سوري إن جيش النظام استعاد بعض المواقع التي كان تنظيم «داعش» قد سيطر عليها في حقل جزل النفطي في ريف حمص الشرقي. وأفيد أيضاً بأن تنظيم «داعش» صد هجوماً لفصائل المعارضة قرب مدينة مارع بريف حلب، ما أدى إلى مقتل 14 من المعارضين السوريين. ونقلت وكالة «رويترز» في تقرير من بيروت عن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن عناصر «داعش» اشتبكوا مع قوات الحكومة السورية أمس الثلثاء في حقل الجزل وهو آخر منشأة نفطية لا تزال خاضعة جزئياً لسيطرة النظام. وقال رامي عبدالرحمن مدير «المرصد» إن الاشتباكات اندلعت فجراً في الموقع الذي أغلق بسبب المعارك التي استعرت لأيام عدة. وكان «المرصد» الذي يتابع الصراع من خلال شبكة مصادر على الأرض قد قال الإثنين إن المتشددين سيطروا على الحقل، وهو تقرير نفته الحكومة. لكن عبدالرحمن قال الثلثاء إن الجيش استطاع أن يمنع التنظيم من دخول مناطق في المجمع. وجزل حقل متوسط يقع إلى الشمال الغربي من مدينة تدمر الأثرية التي يسيطر عليها المتشددون والقريبة من منطقة يوجد بها حقول الغاز الطبيعي الرئيسية ومنشآت التنقيب التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات. وسيطر تنظيم «داعش» على تدمر في أيار (مايو) ويحارب الجيش النظامي منذ ذلك الوقت لاستعادتها ومناطق أخرى. ونسبت صحيفة «الوطن» السورية أمس إلى طلال البرازي محافظ حمص قوله إن «داعش» سيطر على خمسة مواقع في المنطقة يوم السبت لكن الجيش السوري استعاد السيطرة عليها بعد ذلك. وقال مسؤول عسكري سوري ل «رويترز»: «حاولوا السيطرة على بعض المواقع لكن الهجوم فشل». وقال تنظيم «داعش» في بيان أول من أمس إن عناصره سيطروا على «قرية جزل» المجاورة للحقل النفطي. وقال «المرصد» في تقرير أمس إن «اشتباكات عنيفة» تدور بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محيط حقل شاعر بريف حمص الشرقي، «ترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق في حقل جزل النفطي الذي سيطر التنظيم على معظم أجزائه (أول من) أمس وخرج عن الخدمة». وأشار أيضاً إلى «مقتل ما لا يقل عن 8 عناصر» من «داعش» خلال اشتباكات مع قوات النظام «في منطقة البيارات غربي مدينة تدمر التي تشهد منذ أسابيع اشتباكات بين الطرفين، في محاولة من قوات النظام التقدم نحو مدينة تدمر، ومحاولة من التنظيم توسيع رقعة سيطرته في محافظة حمص». وفي دمشق وضواحيها، قال «المرصد» إن قوات النظام قصفت حي جوبر، ومزارع بلدة جسرين ومزارع عالية قرب مدينة دوما بالغوطة الشرقية، في وقت «تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات الفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني وجيش التحرير الفلسطيني من جهة، والفصائل الاسلامية ومسلحين محليين من جهة اخرى، في مدينة الزبداني، ما أدى إلى استشهاد مقاتلين اثنين من الفصائل الاسلامية»، مشيراً إلى «تقدم جديد» للنظام وحلفائه في الزبداني. وتحدث عن «مقتل عنصر من قوات النظام... برصاص قناص على طريق مطار دمشق الدولي». وفي محافظة درعا بجنوب البلاد، لفت «المرصد» إلى وقوع اشتباكات بين «لواء شهداء اليرموك» المبايع لتنظيم «داعش» من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، في ريف درعا الغربي، موضحاً أن عناصر «داعش» استهدفوا «سيارة ذخيرة للفصائل الاسلامية في منطقة اللجاة، ما أدى إلى انفجارها ومعلومات عن استشهاد وجرح عدد من مقاتلي الفصائل الاسلامية». وفي محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، تحدث «المرصد» عن «اشتباكات عنيفة استمرت إلى ما بعد منتصف ليلة الاثنين - الثلثاء، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى، في محيط مطار ابو الظهور العسكري، في محاولة من الطرف الأخير السيطرة على المطار، وسط معلومات عن تقدمه داخل أسواره». وفي محافظة حلب (شمال)، قال «المرصد» إن تنظيم «داعش» تمكن من «صد الهجوم الذي نفذته الفصائل المقاتلة والإسلامية (أول من) أمس على قرية حربل قرب مدينة مارع بريف حلب الشمالي، حيث حاول مقاتلو الفصائل استعادة السيطرة على القرية، التي سيطر عليها التنظيم منذ أيام». وأضاف: «أسفرت الاشتباكات عن استشهاد ما لا يقل عن 14 مقاتلاً من الكتائب الإسلامية والمقاتلة، جثث بعضهم لدى التنظيم، قضى معظمهم في انفجار لغم بآلية كانوا يستقلونها بمحيط القرية، ومعلومات مؤكدة عن خسائر في صفوف التنظيم». ولفت إلى أن معارك الأيام الأربعة الماضية أوقعت ما لا يقل عن 20 قتيلاً في صفوف الفصائل الإسلامية و27 قتيلاً في صفوف «داعش». في غضون ذلك، قال «المرصد» إن «اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، قرب قرية سريحين بريف حماة الجنوبي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وفي محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، تحدث «المرصد» عن «انفجار عنيف في منطقة المالكية (ديرك) عقبه تصاعد لأعمدة الدخان، واندلاع نيران في منطقة الانفجار»، مشيراً إلى معلومات «عن انفجار في مستودع للذخيرة».