أجمعت صحف واشنطن أمس على أن قبول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التطمينات الأميركية في شأن الاتفاق النووي بين الغرب وإيران سيمد الرئيس باراك أوباما بدفعة قوية لتمرير الاتفاق في مجلسي الكونغرس بعد نحو أسبوعين، إذ سيكون بوسع البيت الأبيض القول إن أوباما ضمن مساندة الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط عدا إسرائيل. وذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أمس أنه يتوقع أن يستخدم السعوديون تعاونهم مع أوباما في الملف النووي الإيراني للحصول على مزيد من التنازلات من جانب الرئيس الأميركي، إذ إنهم يريدون سلاحاً متقدماً لمواجهة أي عدوان إيراني متحمل. كما أنهم يريدون مواقف أميركية أكثر تنشيطاً للديبلوماسية الأميركية في المنطقة لمجابهة التدخلات الإيرانية في المنطقة عبر حلفاء طهران في سورية والعراق ولبنان واليمن. وأشارت صحيفة «ميامي هيرالد» إلى أن خروج أوباما للقاء الملك سلمان عند مدخل الجناح الغربي للبيت الأبيض يمثل دلالة على احترام الرئيس الأميركي للعاهل السعودي. واعتبرت أن قرار الملك سلمان تلبية دعوة أوباما لزيارة واشنطن يدل على أن السعوديين قرروا التركيز على الحصول على أفضل ما يمكنهم الخروج به من الوضع الراهن للعلاقات الأميركية - السعودية. وأشارت إلى تمسك المسؤولين السعوديين باستعدادهم لتسليم موانئ اليمن على البحر الأحمر للأمم المتحدة للتعجيل بتدفق الإغاثة الإنسانية، لكنهم تمسكوا أيضاً بسياسة التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، القاضية بتفتيش سفن الإغاثة لضمان عدم تسرب أي أسلحة للتمردين الحوثيين في اليمن. بيد أن «ميامي هيرالد» نسبت إلى محللين القول إنه على رغم العبارات الودية التي تبادلها أوباما والملك سلمان في المكتب البيضاوي (الجمعة)، فإنها لم تَمْحُ توترات عميقة في العلاقات بين البلدين، بسبب قلق السعوديين من أن يكون التطبيع الأميركي مع إيران على حساب العلاقات التاريخية بين واشنطن والرياض. ونقلت عن المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأميركية تمارا كوفمان ويتس قولها: إن السعودية ليست قلقة من احتمالات قيام إيران بعمليات تخريبية في الأراضي السعودية، بل هي قلقة من التخريب الإيراني في البحرين واليمن ولبنان والعراق. وأضافت: لذلك فإن السعوديين يريدون أن يسمعوا من أوباما مباشرة أنه سيبقى ملتزماً الدور الأميركي باعتباره ضامناً أمنياً في المنطقة، ومساعدتهم في استعادة الاستقرار إلى منطقة تعيش الفوضى. ولاحظت صحيفة «نيويورك تايمز» أن أوباما والملك سلمان لم يذكروا في الكلمتين اللتين تبادلاهما قبل الدخول في قمتها (الجمعة) أي خلافات بينهما في شأن سورية وإيران. وأشارت صحيفتا «بورتلاند برس هيرالد» و«ماين صاندي تلغرام» إلى أن المسؤولين السعوديين يطالبون بمزيد من الدعم الأميركي لقوات المعارضة السورية المعتدلة التي لا تقاتل نظام بشار الأسد وحده، بل تخوض حرباً ضد تنظيم «داعش».